الرد على تحدي إمرأة مسيحية

بسم الله و الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله محمد بن عبد الله النبي الخاتم .
رائع أن نحاول التفكير و البحث عن الحقيقة و لكن المهم أن يكون الهدف هو البحث عن الحقيقة و فقط .
1-
قوله تعالي : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح ابن
مريم وما أمروا إلا ليعبدوا إلها واحدا لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون( .
سورة التوبة 31
تقول المعترضة : أن في هذه الآية اعتراف ضمني بأن الله و
المسيح إله واحد حيث و كان المسيح معطوفة على الله ليست معطوفة على
الأحبار و الرهبان .
يا أستاذتي العزيز القرآن كتاب كامل متكامل يفسر
بعضه بعضا و نعتبر أن كلامك يحتمل ذلك و لكن اللغة تحتمل المعنى الآخر أيضا
و هو أن المسيح مع الأحبار و الرهبان مثل قوله تعالى : (فاغسلوا وجوهَكم
وأيديَكم إلى المرافق وامسحوا برءوسِكم وأرجلَكم إلى الكعبين) فأرجلكم
معطوفة على أيديكم و ليست على رءوسكم و أيضا قوله تعالي : ) وَأَذَانٌ مِنَ
اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ
اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ
خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ
مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (فكلمة
رسوله معطوفة على الله و ليست على المشركين فهذه اللغة العربية.
و
الدليل علي ذلك كثير جدا و أول آية تدل على ذلك الإية السابقة مباشرة لهذه
الآية )وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك
قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون )و
كان جميل أن يكون الصدق العلمي متوافر فإن القص من الكلام بهدف تغير المعني
سهل .
و ليس هذه الآية فقط بل إليكي آياتان حاسمتان لا إحتمال فيهما و لا رد .
قال
الله تعالي (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح
يابني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه
الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار ( 72 ) لقد كفر الذين قالوا إن
الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن
الذين كفروا منهم عذاب أليم ( 73 ) أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله
غفور رحيم ( و هذه سورة المائدة نفي فيها الله الألوهية و الثالثوث بلا شك و
غيرها كثير.

2- قال الله تعالي : ( فلما أحس عيسى منهم الكفر قال
من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله آمنا بالله واشهد بأنا
مسلمون ( سورة ال عمران آية 52
و لها هنا أعتراضان الأول : كلمة (و اشهد
) مفرد و الطبيعي بالنسبة للعقل المعترضة أن تكون و نشهد بصغية الجمع و
طبعا هي لم تدرك اللفظ و فهم يحدثون من طلب منهم أن يكونوا أنصاره فهو عيس
ابن مريم عليه الصلاة و السلام فيقولون له أمنا بالله و اشهد علينا يا عيسي
بأنا مسلمون فالفظ موجه إلى النبي عيسى عليه السلام ثم بعد الحديث إليه
توجهوا إلى الله في الآية التالية مباشرا (رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا
أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ) .
و
الإعتراض الثاني : أن الحواريين كانوا يهود فلماذا يقولون أمنا بالله و هم
أصلا مؤمنون ؟ أقول لها أن الله عند اليهود مختلف عن الله عند المسلمين
فإن التحريف قد وصل إلى التغير في صفات الله ؟ فإن الله عند اليهودية أو من
باب أولى في العهد القديم كالآتي: في العهد القديم (التوراة) الله يتعب و
يستريح من العمل
وهوَ بَيني وبَينَ بني إِسرائيلَ علامَةٌ إلى الأبدِ،
لأنِّي أنا الرّبُّ الذي في سِتَّةِ أيّامِ صَنعَ السَّماواتِ والأرضَ وفي
اليومِ السَّابعِ اَستراحَ وتنفَّسَ الصُّعَداءَ)). (الخروج 31: 17)

وفرَغَ اللهُ في اليومِ السَّابعِ مِنْ عمَلِه الذي عَمِلَ، واَستراحَ في اليومِ السَّابعِ مِنْ جميعِ ما عَمِلَه. (التكوين 2: 2)
و لكن في القرآن الله لا يتعب و لا يستريح :
"وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ. (سورة ق: 38-45(
و أيضا في العهد القديم الله يحارب و يغلب و يصفون الله بالضعف:
يعقوب يتصارع مع الرب وينتصر على الرب (تعالى الله عما يقولون):
وبقيَ
يعقوبُ وحدَهُ، فصارَعَهُ رَجلٌ حتى طُلوعِ الفَجرِ. ولمَّا رأَى أنَّه لا
يقوى على يعقوبَ في هذا الصِّراعِ، ضرَبَ حُقَ وِرْكِه فاَنخلَعَ...
فقالَ: ((لا يُدعَى اَسمُكَ يعقوبَ بَعدَ الآنَ بل إِسرائيلَ، لأنَّكَ غالَبْتَ اللهَ والنَّاسَ وغلَبْتَ)). (التكوين 32: 25-29(
و القرآن يبين قوة الله : )مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحج : 74(
اعتقد
أن اليهودي إذا أراد الإسلام يحتاج إلى القول أمنت بالله و أيضا صورة الله
عند اليهود تختلف عنها عند المسيحيين بل تختلف بين المسيحيين بين بعضهم
البعض هناك كالثوليك و هناك أرزوزوكس .
هؤلاء المسيح هو الله و الأخرون المسيح ابن الله و الأب مختلف .
و
أيضا حتى لو أن الله صفات الله متطابقة بين اليهود و المسلمين فهل يمنع
المسلم أن يجدد إيمانه و يقول أمنت بالله فنحن نجدد إيماننا بعد كل وضوء
فنقول أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمد رسول الله و المسيحيين
يذكرون تجديد الإيمان بالمسيح فهل هم لا يؤمنون به ممكن يكون تجديد إيمان
أو دعوة لزيادة الإيمان .
3- أن الكفر ليس هو إنكار و جود الله و قد
يؤمن الشخص بالله و لكنه ينكر نبي من الأنبياء أو كتاب من الكتب السماوية و
هذا موضح في قوله تعالى ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا
أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ
مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ
اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت
طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ
فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ )الصف14
و أنت نفسك لم تنكري أن اليهود كافرين
لإنهم أنكروا أولوهية المسيح مع أنهم يقرون بوجود الله و يؤمنون به و نظرية
صفات الله التي تحدثت عنها توضح ذلك .
الكفر: والكفر في اللغة ستر النعمة وأصله الكفر ـ بالفتح ـ أي: الستر.
(ومنه) سميت القرية كَفْرًا؛ لسَتْرِها أهلَها؛
(ومنه) أي ورود الكفر بمعنى الستر والتغطية كما في الصحاح و يأتي بمعني الإنكار و الحجود .
يعني معني كفرت طائفة آى أنكرت و جحدت أن يكونوا مصدقين بنوة عيسى ابن مريم و بالإنجيل .
فإن كلمة كفر ليست سب و الكافرون هم المنكرون للشيء ما فنحن كمسلمين كافرون بألوهية المسيح آى ناكرون لها هذا هو المعني اللغوي .
4-
قال الله تعالي : " (وقالت اليهود عزير ابن الله ) و تعترض على أن ليس
جميع اليهود قالوا ذلك و كذلك في قوله تعالي : (وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا
عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ
إِلَـهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ
أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ
تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ
عَلاَّمُ الْغُيُوبِ ) المائدة116
فتقول المعترضة : نعم المسيحيين
يقدسون العذراء ولا يعبدونها. ولا ننكر تقديسها , وان كان البعض فى عهد
محمد عبد العذراء لا يجوز ان تؤخذ غلطة هؤلاء حجة على العقيدة المسيحية
قال الشيخ الشعراوي رحمه الله: يعترض عليا رجل ويقول :لكن النص القرأنى يقول قالت اليهود ولم يقل طائفة من اليهود ؟
نقول هنا الله أطلق اللفظ على الكل وأراد الجزء وهو أسلوب قراني معروف ومثله في الكتاب المقدس
يوحنا 1: 19وهذه هي شهادة يوحنا حين أرسل اليهود من أورشليم كهنة ولاويين ليسألوه : من أنت؟
فهل أرسل اليهود جميعا أم جزء منهم ؟
فقال اليهود: في ست وأربعين سنة بني هذا الهيكل أفأنت في ثلاثة أيام تقيمه؟ يوحنا 20 : 2
فهل هذا كل قول اليهود أم بعضهم ؟
و
من قال أن هذا حجة على العقيدة المسيحة فالقرآن بين العقيدة المسيحية في
عدة مواضع فبين من قال أن المسيح ابن الله و بين من قال أن المسيح هو الله و
لكن في وقت يوم القيامة جمع جميع عقائد المسيحية الخاطئة في جملتين
(اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَـهَيْنِ) .
5- أن القرآن لا يمكن أن يتناقض
في هذا الموضوع و لا يمكن أن يكون غير واضح في نفي ألوهية المسيح فيكفي
الآيات السابقة من بيان العقيدة المسيحية و لو كان القرآن من عند محمد صلى
الله عليه و سلم ما الذي يجعله يخسر ملايين المسيحيين في دعوته و ما الذي
يجعله يذكر كلام المسيح في المهد الذي لم يذكر في الإنجيل نفسه بل يقدس
السيدة مريم و يكون لها سورة بإسمها بالقرآن الكريم و لم يذكر ذلك لعائشة و
لا لفاطمة و لا لخديجة و أما كلامك عن تفسير كلمة (رافعك إلى ) التي
ذكرتيها عابرة في وسط الكلام سوف انشر لها بإذن الله الأحد منشور خاص لها
والله ولي التوفيق