عالم الفتوى

موضوع: عالم الفتوى الأربعاء نوفمبر 20, 2013 7:19 pm

عالم الفتوى
«مسروق بن الأجدع»
هو مسروق بن الأجدع بن مالك بن أمية الهمداني الوادعي.. ويكنى «أبا عائشة».
وقد لقي «مسروق» أمير المؤمنين «عمر بن الخطاب»، وكان شاعرا، فسأله «عمر»: «من أنت؟» فقال: «مسروق بن الأجدع».. فقال «عمر»: «إنما الأجدع شيطان.. بل أنت «مسروق بن عبد الرحمن» .. فعرف بعد ذلك بهذا الاسم.
لم تدون كتب السيرة تاريخا لمولده.. لكنه تابعي جليل.. من أصل يمني. قدم «مسروق» إلى المدينة المنورة في أيام «أبي بكر الصديق» -رضي الله عنه- وصلى خلفه.. ثم سكن الكوفة، وتولى القضاء، حتى لقد قيل إنه أعلم بالفُتيى من «شريح القاضي» (أشهر القضاة في التاريخ الإسلامي).. ولكن شريحا أبصر منه بالقضاء. كان «مسروق» يقول عند كل قضية يحكم فيها: «لأن أقضي بقضية فأوافق الحق أو أصيب الحق أحب إلي من رباط سنة في سبيل الله».
ومثلما كان فارسًا بالكلمة، كان «مسروق» فارسا بالسيف.. فقد شهد موقعة «القادسية» هو وإخوته الثلاثة: «عبد الله، وأبو بكر، والمنتشر»، فقاتلوا بكل قوة وشجاعة واستبسال، وأبلوا في تلك المعركة أعظم بلاء، حتى قُتلوا جميعًا، وجرح «مسروق» جراحا كثيرة.. وشُلت يده، وأصابته ضربة في رأسه، ظل يعاني منها طول حياته.
وشهد «مسروق» حروب «الإمام علي» -كرم الله وجهه- ولما اتهموه بأنه أبطأ عن «علي» وعن مشاهده كان يقول: «أذكركم بالله. أرأيتم لو أنه حين صف بعضكم لبعض وأخذ بعضكم على بعض السلاح يقتل بعضكم بعضا فتح باب من السماء وأنتم تنظرون، ثم نزل منه ملاك حتى إذا كان بين الصفين قال: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾. أكان ذلك حاجزا بعضكم عن بعض؟ ... قالوا: نعم. فقال «مسروق»: فوالله لقد فتح الله لها بابا من السماء، ولقد نزل بها ملك كريم على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم، وإنها لمحكمة في المصاحف ما نسخها شيء».
وقد عرف «مسروق» بقوة إيمانه، وزهده، وورعه، وعزة نفسه.. فلم يأخذ -يومًا- أجرًا على الفُتيا، أو رزقا على القضاء، أو هدية على شفاعة، أو قضاء حاجة.. حتى أنه تشفع -مرة- لرجل بشفاعة، فأراد هذا الرجل أن يهديه بجارية فغضب «مسروق» وقال: «لو علمت أن هذا في نفسك ما تكلمت فيها، ولن أتكلم فيما بقى منها أبدا!! لقد سمعت «عبد الله بن مسعود» يقول: «من شفع شفاعة ليُرد بها حقا أو يدفع بها ظلما، فأهدى له فقبل، فذلك السحت» (أي المكسب القبيح كالرشوة ونحوها).
وليس أدل على عفة نفسه من موقفه إزاء «خالد بن أسيد» الذي بعث إليه بثلاثين ألفا.. فرفض قبولها.. برغم أنه عاش أياما كثيرة هو وزوجته وأولاده دون طعام أو شراب، أو رزق. ولأنه مؤمن واثق بربه.. كان يقول لزوجته -مبتسما- كلما اشتكت له ذلك: «... والله ليأتينهم الله برزق».
وتمضي الأيام «بمسروق» وهو يعِّلم الناس ويعظهم، ويفتيهم ويحكم بينهم بالعدل، حتى مرض مرضه الأخير.وفاضت روحه الطاهرة إلى بارئها، بعد ثلاثة وستين عامًا من الهجرة.
كذلك كان «مسروق عبد الرحمن». الرجل الذي مات، ولم يترك في الدنيا صفراء ولا بيضاء، حتى إن الناس استقرضوا ثمن كفنه. رحم الله «مسروق».
المؤمن الزاهد.. والقاضي العالم.. الذي كان، دواما، يقول: «كفى بالمرء علما أن يخشى الله.. وكفى بالمرء جهلا أن يُعجب بعمله».

» عالم آخر..!
» الإبداع في عالم الطيور
» صاحب الفتوى
» تصرفات الجنين داخل الرحم …….عالم من الأسرار
» ۩₪₪ صحــــــابة الرسول ، رجــال عاهدوا الله فصدقوا... ( سيرتهم العطرة ) ₪₪۩ الموضوع ذات صلة بـ منتديات عالم الرومانسية: http://forum.roro44.com/177671.html#ixzz2SaWbdzn8