صاحب أصول الفقه

صاحب أصول الفقه
«جعفر الصادق»
هو جعفر بن محمد «الباقر».
وجده لأبيه هو «علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب».
وجده لأمه هو «القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق».
ولد -رضي الله عنه- بالمدينة المنورة، بعد ثمانين عامًا من الهجرة.
نشأ «جعفر الصادق» وسط أحفاد وأحباب رسول الله صلى الله عليه وسلم.. فحفظ -وهو صغير- القرآن، وأتقن تفسيره، وحفظ الأحاديث من أوثق مصادرها .. وهم آل البيت والصحابة من رواة الحديث.
أتم حفظ كل ذلك رغم التوتر، والفزع، والدموع، التي تميز بها هذا العصر، الذي تخضبت فيه الرايات المنتصرة بدماء الشهداء من آل البيت.
وعلى رأسهم سيد الشهداء «الحسين بن علي» -رضي الله عنه-.
وقد رفض «الصادق» الاشتغال بالسياسية -رغم إلحاح أقربائه، ودعوتهم له بالثورة على الأمويين، وتولى أمر الخلافة -وعكف على دراسة القرآن الكريم، والحديث، فورث الإمامة عن أبيه.
وكان من أوائل أئمة الفقه الذين اهتموا بعلوم الطبيعة، والكيمياء، والفلك، والطب، والنباتات، والأدوية.
وتتلمذ على يديه «جابر بن حيان».
وبعد سقوط الدولة الأموية، بايع الناس «أبو العباس» حفيد «عبد الله بن عباس بن عبد المطلب»، فأسس الدولة العباسية.
وبعد موت «أبو العباس» ورثه الخليفة «المنصور» الذي غالى في القسوة على مخالفيه، ومنهم آل البيت من العلويين.
ولكن «الصادق» مضى يؤدي دوره في تنوير الناس -حكاما ومحكومين - ويطالبهم بالتفكر والتأمل ليعرفوا خالقهم، حتى يستقر إيمانهم.
سأله رجل قائلاً: «لقد قال تعالى: «ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» فمالنا ندعوه فلا يجيب»؟.
فقال الإمام الصادق «لأنك تدعو من لا تعرف».
وكان «الخليفة المنصور» حريصا على أن يقرب منه الإمام «جعفر»، حتى أنه أرسل إليه يسأله. «لم لا تغشانا كما يغشانا الناس؟!
فكتب له الإمام الصادق: «ليس لنا ما نخافك من أجله.. ولا عندنا من أمر الآخرة ما نرجوك له.. ولا أنت في نعمة فنهنئك، ولا نراها نقمة فنعزيك».
فكتب له «المنصور» قائلاً: «تصحبنا لتنصحنا». ويرد الإمام «جعفر» قائلاً:
«من أراد الدنيا لا ينصحك، ومن أراد الآخرة لا يصحبك».
وتمر الأيام بالإمام الصادق .. وهو يواصل مسيرته المباركة في وضع أصول الفقه .. وتشريعه للفقهاء عن كيفية استنباط الأحكام غير الموجودة في كتاب الله.. وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وتشتاق هذه الروح الطاهرة.. المجتهدة .. إلى لقاء ربها .. ويموت «جعفر الصادق» بعد مائة وثمانية وأربعين عامًا من الهجرة .. وعمره نحو ثمانية وستين عامًا.
هذا هو «جعفر الصادق».الابن البار.. المطيع. المؤمن الذي أحسن الاستماع.. وأتقن الفعل.. حين نصحه أبوه «محمد الباقر» قائلا:
«لا تصحب خمسة، ولا تحادثهم، ولا ترافقهم في طريق: الفاسق، والبخيل، والكذاب، والأحمق وقاطع الرحم.. لأن الفاسق يبيع بأدنى ثمن.. والبخيل يقطع المال حين الحاجة.. والكذاب كالسراب يبعد القريب، ويقرب البعيد.. والأحمق يريد أن ينفع فيضر.. وقاطع الرحم ملعون في كتاب الله».
رحم الله «شيخ أهل السنة» .. «جعفر الصادق». الرجل الذي ظل يناضل بالكلمة دفاعًا عن آرائه.. فترك ثروة هائلة من الفقه، والعلم.. والتأملات..!!

» صاحب الصادقة
» الاختلاف في أصول الدين أسبابه وأحكامه
» حقيقة التصوف وموقف الصوفية من أصول العبادة والدين
» صاحب الفتوى
» أخي صاحب الدش