سيِّد المسلمين

سيِّد المسلمين
«الفضيل بن عياض»
هو الفضيل بن عياض بن مسعود التميمي اليربوعي.. ويكنى «أبا علي».
شيخ الحرم المكي الشريف. ولد -رضي الله عنه- بكورة دينور بخراسان، بعد مائة وخمسة أعوام من الهجرة.. وأصله من الكوفة.
نشأ «الفضيل» على الإيمان ، وتربى على الصدق والصراحة، والشجاعة في الحق، فكان من العلماء العابدين، والأولياء الصالحين الذين زهدوا الدنيا الفانية، وتزودوا التقوى والعمل الصالح استعدادًا للآخرة الباقية.
ولما اشتهر «الفضيل» بتلك الصفات العظيمة بين الناس، جاء إليه أمير المؤمنين «هارون الرشيد»، لينتصح منه، ويستزيد من علمه، حينما أراد أن يؤدي فريضة الحج.. فكان «الفضيل» مخلصا في نصح وعظة «أمير المؤمنين»، فلم يجامله أو ينافقه، أو يتملقه، حتى إن «هارون الرشيد» كان يبكي بكاء شديدًا كما ذكر له «الفضيل» مسئوليته أمام الله يوم القيامة.
وعندما أراد «الرشيد» أن يكافئه على حُسن نصائحه قال له متسائلاً: «أعليك دين؟» قال «الفضيل»: «نعم. دين لربي يحاسبني عليه، فالويل لي إن سألني، والويل لي إن ناقشني، والويل لي إن لم ألهم حجتي». وبعد خروج «أمير المؤمنين» من بيت «الفضيل» قال عنه، بعد أن رفض المال مقابل النصيحة: «هذا سيِّد المسلمين».
وتذكر كتب السيرة حوارا دار بين «هارون الرشيد» و «الفضيل بن عياض» عن الزهد: قال «الرشيد»: «ما أزهدك يا فضيل» ؟! قال: «أنت أزهد مني.. لأني زهدت في الدنيا التي هى أقل من جناح بعوضة.. وأنت زهدت في الآخرة.. فأنا زاهد في الفاني، وأنت زاهد في الباقي.. ومن زهد في درة أزهد ممن زهد في بعرة».
وقد عرف «الفضيل» بحسن تلاوته وترتيله للقرآن الكريم.. وعرف أيضًا بتعظيمه لحملة القرآن، الذين يرتلونه بتمعن، وتدبر، وترو، لذلك كان يطلب منهم أن يرتفعوا بأخلاقهم وسلوكهم فوق أخلاق وسلوك البشر، ليظل نور الله يتلألأ في صدورهم. وينصحهم دواما بقوله: «حامل القرآن، حامل راية الإسلام، فلا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو، ولا أن يلهو مع من يلهو، ولا أن يسهو مع من يسهو».
ولأنه زاهد في الدنيا راغب في الآخرة، وكان «الفضيل» كثير التأمل، وكثير التدّبُر، كثير البكاء، وكثير الدعاء. إنه يؤمن بأن قلب المسلم إذا شغل بغير الله احتجب عن رؤية الأسرار الإلهية.
وتمضي الأيام «بالفضيل» وهو يحث الناس على التقرب والاتصال بالله، ودوام الدعاء والاستغفار والتوبة إلى الله.ويحذرهم من الغيبة والنميمة، والنفاق والرياء، وحب الدنيا والاشتغال بهم. وفي أواخر أيامه يرحل «الفضيل» إلى مكة المكرمة، فيبقى بها، حتى يلقى الله وهو ساجد في المحراب، في شهر المحرم، بعد مائة وسبعة وثمانين عامًا من الهجرة، وعمره اثنين وثمانين عامًا.
هذا هو «الفضيل بن عياض».. الرجل الذي سأله أحد أصحابه عن حاله فقال: «عن أي حال تسأل؟ .. إن كنت تسأل عن حال الدنيا فإن الدنيا قد مالت بنا، وذهبت بنا كل مذهب، وإن كنت تسأل عن حال الآخرة فكيف ترى حال من كثرة ذنوبه، وضعف عمله، وفنى عمره، ولم يتزود لميعاده، ولم يتأهب للموت؟!».
ويعيش «بن عياض» طوال حياته. مؤمنا ورعا. وزاهدا متصوفا. وعابدا أوَّابا. وإماما حافظًا. يرحم الله «الفضيل بن عياض». الرجل الذي كان -دواما- يقول: «أو أن لي دعوة مستجابة لجعلتها للإمام، لأن به صلاح الرعية، فإذا صلح أمنت العباد والبلاد». كذلك كانت حياة «ابن عياض». الرجل الذي لم ينبض قلبه إلا بذكر الله، ولم تشتغل جوارحه إلا بطاعة الله..

» التفريق بين المسلمين من غايات وأهداف المنافقين والكافرين وأعداء الدين: ما زال أعداء الدين منذ أن بزغت فجر الرسالة المحمدية يكيدون المكائد للإسلام وأهله, ويحملون الغل والحقد على هذا الدين ويحاولون جاهدين صد الناس عن الحق المبين وإضعاف المسلمين لأنهم يعلمون
» وجوب نصر المسلمين المظلومين
» المشروع ستر من وقع في المعاصي من المسلمين
» العلمانية وخطرها على المسلمين
» ممنوع دخول المسلمين