صوت الجيش

موضوع: صوت الجيش الأربعاء نوفمبر 20, 2013 7:01 pm

صوت الجيش
«القعقاع بن عمرو»
هو القعقاع بن عمرو التميمي. من قبيلة تميم بن مر.
تلك القبيلة التي أنجبت أشجع الفرسان وأعظمهم. وهو صحابي جليل.
.. وأحد الأبطال في الجاهلية والإسلام.
شهد فتح مصر، مع عمرو بن العاص.
.. وبنى مسجدًا سُمى باسمه، لا يزال موجودًا حتى الآن بمدينة المنزلة بالدقهلية.. وتحتفل مصر كل عام بمولده.
.. لم يذكر التاريخ عامًا لميلاده، أو شيئًا عن نشأته.
ولم يسطر المؤرخون سوى أسطر قليلة جدًا عن حياته، قبل وبعد، إسلامه، وحتى انتقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الرفيق الأعلى.
ومن بين هذه الأسطر القليلة ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأله، ذات يوم، قائلاً:
«ماذا أعددت للجهاد يا قعقاع؟». فأجابه قائلاً: «طاعة الله ورسوله والخيل».
..وتبين تلك الإجابة مدى إيمان «القعقاع» الراسخ، وطاعته لله رسوله.
.. وتؤكد شجاعته، وبطولته، ومقدرته القتالية الفائقة. بدأت حياة «القعقاع» التي دوَّنتها كتب التاريخ من حروب الرِّدة، حينما أرسله (أبو بكر الصديق) على رأس سرية من المسلمين لقتال «علقمة بن علاثه» فخرج إليه «القعقاع» وهزمه وقدم به أسيرًا هو وامرأته وبناته إلى خليفة رسول الله.
وكن أبو بكر معجبًا بشجاعته وفروسيته، حتى لقد قال عنه:
-«صوت القعقاع في الجيش خير من ألف رجل».
..وبدأ نجم «القعقاع» التاريخي يتلألأ في سماء المعارك والفتوحات الإسلامية، منذ اشتراكه في معركة «ذات السلاسل» (في العام الثاني عشر للهجرة).. فأبلى فيها أعظم بلاء.
بعدها اشترك في معظم المعارك الإسلامية، وكان بطلاً لمواقع كثيرة.
كما ساهم في فتح «فارس» وإزالة إمبراطورية كانت ملء سمع الدنيا وبصرها.
وتتجلى عبقرية «القعقاع» الحربية في معركة القادسية (في شهر المحرم من العام الرابع عشر الهجري) حتى قيل أنه لو لم يذكر له التاريخ إلا دوره في تلك المعركة فقط، لعده المؤرخون ضمن الفرسان الشجعان.. والأبطال المعدودين.
ويكتب أمير المؤمنين «عمر بن الخطاب» إلى «سعد بن أبي وقاص» يقول مستفسرًا:
_«أي فارس كان أفرس في القادسية؟!».
فكتب إليه «سعد» قائلاً:
-«لم أر مثل القعقاع بن عمرو، حمل في يوم ثلاثين حملة، كان يقتل في كل حملة بطلاً».
وإلى جانب بطولاته المتعددة، وشجاعته النادرة، كان «القعقاع» شاعرًا عظيمًا، حتى أنه كان ينشد قصيدة بعد كل معركة ينتصر فيها المسلمون، يصّور فيها عظمة الفرسان وتضحيتهم من أجل الإسلام.
وتمضي الأيام «بالقعقاع» حتى توفى بعد نحو أربعين عامًا من الهجرة.
هذا هو «القعقاع بن عمرو» .. فارس العرب.. وبطل المدائن.. الرجل الذي كان يتقلد، في أوقات الزينة، سيف «هرقل» (ملك الروم)، ويلبس درع «بهرام» (ملك الفرس) وهما مما أصابه من الغنائم.
رحم الله «القعقاع».
الصحابي العملاق.
والمجاهد الفذ.
الذي كان -بحق- أحد القادة الأوفياء، والمؤمنين الأتقياء، الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم في سبيل الإسلام.
ففازوا برضوان الله، وحب رسوله صلى الله عليه وسلم.

» الجيش الجرّار على أعداء الخمار