صاحب الفتوى

موضوع: صاحب الفتوى الأربعاء نوفمبر 20, 2013 7:01 pm

صاحب الفتوى
«أبي بن كعب»
هو أبي ابن كعب بن قيس بن عبيد الخزرجي.. ويكنى «أبا المنذر».
صحابي جليل .. من الأنصار.
لم تذكر كتب السيرة، على وجه الدقة، في أية سنة قبل الهجرة كانت ولادته، ولكنه رضي الله عنه ولد بالمدينة المنورة، في بني النجار.
كان «أبي» -قبل الإسلام- حَبرًا كبيرًا من أحبار اليهود، مطلعًا على الكتب القديمة، حافظًا لأغلبها، يقرأ ويكتب (رغم قلة العارفين بالكتابة في ذلك العصر).
وبعد ظهور الإسلام، وعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل، كان «أبي» أحد الذين بايعوا رسول الله في بيعة العقبة الثانية (الكبرى).
فكان إسلامه قبل الهجرة بقليل.
ولعلمه الواسع، وعقله الراجح، وفهمه العميق لكلمات القرآن الكريم ومعانيها، فقد نال «أبي» مكانة عظيمة، ومنزلة رفيعة في قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأصبح في مقدمة كتاب الوحي، حتى أن رسول الله قال له يومًا:
-«يا أبي بن كعب.. إني أمرت أن أعرض عليك القرآن».
فرد «أبي» وهو مبتهجًا مستبشرًا، تغمره الفرحة:
- «يا رسول الله هل ذكرت لك باسمي؟!». فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
- «باسمك ونسبك في الملأ الأعلى».
عندئذ امتلأت عينا (أُبي) بالدموع، وأخذ يبكي، وهو لا يكاد يصدق أنه قد حظى بهذا الشرف العظيم.
ولم ينسى «أُبي» وسط هذه الفرحة أن هذا الشرف لن يزيده إلا تكليفًا ومسئولية، فظل ملاصقًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يفته مجلس واحد من مجالسه، فيكتب للوحي فور نزول جبريل -عليه السلام- به، ثم يعرض ما كتبه على رسول الله.. وبذلك أصبح «أُبي» أهلاً لثقة رسول الله فيه حتى لقد قال عنه:
«أقرأ أمتى أُبي بن كعب».
وإلى جانب إيمانه وزهده، وتقواه وورعه.. كان «أُبي» فارسًا شجاعًا، ومحاربًا مقدامًا، فقد شهد «بدرًا» و«أحدًا» والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما تخلف في واحدة أبدًا.
وبعد انتقال الرسول الكريم إلى الرفيق الأعلى، ظل «أُبي» على عهده، وإيمانه الراسخ، وثقته في الله.
لم تفتنه الدنيا يومًا، ولم تخدعه لحظة.
لذلك حظى باحترام وتقدير كبار صحابة رسول الله، حتى أن أمير المؤمنين «عمر بن الخطاب» كان يسميه «سيد المسلمين» وتمضي الأيام «بأُبي بن كعب» وهو ينصح الناس، ويعلمهم أسرار القرآن الكريم، وأحكامه التي يستنبطها من الكتاب والسنة اللذين حفظهما عن ظهر قلب ويذكرهم بأيام رسول الله قائلاً:
-«لقد كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوهنا واحدة.. فلما فارقنا اختلفت وجوهنا يمينًا وشمالاً».
وتشتاق روح «سيد المسلمين» للقاء رب العالمين، وجوار سيد الأنبياء والمرسلين.. فيموت بعد اثنين وعشرين عامًا من الهجرة.
مات «أُبي بن كعب».
المؤمن الزاهد، والعالم العابد.. أحد الذين سمح لهم بالفتوى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مات «الرجل» الذي تحدث عن الدنيا فقال:
-إن طعام ابن آدم، قد ضرب للدنيا مثلاً.. فإن مَلَّحه، وقدَّحه، فانظر إلى ماذا يصير؟!
رحم الله «أبا المنذر».
الذي ينذر الناس من سوء عاقبة النفاق والرياء والمجاملات التي في غير مكانها ويتوعدهم بالهلاك.
رحم الله «أُبي بن كعب» الصحابي العملاق، الذي سأله أستاذه ومعلمه صلى الله عليه وسلم فقال:
- «أي آية من كتاب الله أعظم؟». فكان جوابه: «الله لا إله إلا هو الحي القيوم».

» صاحب الصادقة
» أخي صاحب الدش
» صاحب أصول الفقه
» التائب صاحب المغامرات
» صاحب الظل الكبير