سابق الروم

موضوع: سابق الروم الأربعاء نوفمبر 20, 2013 7:31 pm

سابق الروم
«صهيب بن سنان»
هو صهيب بن سنان بن مالك. صحابي رومي.. من بني النمر بن قاسط.. وكان يعرف بـ «صهيب الرومي».
ولد -رضي الله عنه- بأرض الموصل، على شط الفرات، قبل اثنين وثلاثين عامًا من الهجرة النبوية الشريفة.
أحد السابقين الأولين الذين سارعوا للإسلام.. أسلم مع عمار بن ياسر -رضي الله عنه- ورسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم.. ولم يسبقهما سوى بضعة وثلاثين رجلا.
كان أبوه من أشراف الجاهلين.. ولاّه كسرى على «الأبلة» - البصرة حاليًا.
وذات يوم أغارت جيوش الروم على بلادهم، فكان «صهيب» ضمن الأسرى، وهو صغير، فنشأ بينهم، حتى اشتراه واحد من «بني كلب»، وقدم به إلى مكة، فاشتراه «عبد الله بن جدعان»، الذي أعجب بذكائه ونباهته فأعتقه.
أقام «ابن سنان» بمكة يحترف التجارة، حتى ربح مالاً وفيرًا، وأصبح من الأثرياء.
وعندما أمر الرسول الكريم المسلمين بالهجرة إلى المدينة منع مشركوا قريش «صهيبًا» من الهجرة وقالوا له:
«جئتنا صعلوكًا حقيرًا، فلما كثر مالك هممت بالرحيل؟».
فقال لهم: «أرأيتم إن تركت مالي تخلون سبيلي؟» قالوا: نعم.
عندئذ ترك «صهيب» ماله كله الذي جمعه بكده وعرقه، واشترى نفسه المؤمنة ابتغاء مرضاة الله.
ولما علم رسول الله صلى الله عليه وسلم بهذا الموقف الإيماني العملاق قال:
«ربح البيع أبا يحيى ..ربح البيع أبا يحيى».
وينزل قول الحق تبارك وتعالى مبشرًا ومحييا موقف «صهيب» وغيره من عمالقة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول جل ثناؤه ﴿ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ﴾.
كان -رضي الله عنه- من المؤمنين الأقوياء الشجعان، شهد بدرا، وأُحدا، والمشاهد كلها مع الرسول الكريم، لم يتخلف عن واحدة أبدًا.
وكان من أرمى العرب سهما. وكان جوَّادًا معطاءً إلى حد الإسراف.. وكان ضحوكًا بشوش الوجه، خفيف الظل، وكان صلى الله عليه وسلم يداعبه كثيرًا.
رآه يومًا وهو يأكل ثمرة، وكان بإحدى عينيه «رَمَد» فقال له رسول الله مبتسمًا:
«أتأكل الرطب وفي عينك رَمَد؟». فأجابه صهيب بلسان حاضر، وذكاء نادر:
«وأي بأس؟. إني آكله بعيني الأخرى». وإلى جانب هذه السمات المتعددة والصفات النادرة.. كان «صهيب» عالما حكيمًا.
فعندما قتل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وقبل أن تصعد روحه إلى بارئها اختار «صهيبًا» ليؤم المسلمين في الصلاة، حتى يتم اختيار خليفة للمسلمين من بين «الستة» الذين رشحهم أمير المؤمنين.
وتمر الأيام «بصهيب السخي التقي» سريعة متعاقبة، تملؤها أحداث عظام، يقف فيها موقف المؤمن الصادق، ضاربا أروع الأمثلة في العطاء والفداء.
وتشتاق روح «صهيب» إلى ربها، فيموت في العام الثامن والثلاثين من الهجرة، وعمره نحو سبعين عامًا.
هذا هو «سابق الروم».
الرجل الذي قضى عمره يجاهد بعافيته، وماله، ليرتفع شأن الإسلام.. ابتغاء مرضاة الله.. وحب رسول الله.

» خبر مكذوب في أن الروم يقتلون العرب في أرض الروم .
» قتال الروم .