حافظ الحديث

موضوع: حافظ الحديث الأربعاء نوفمبر 20, 2013 7:21 pm

حافظ الحديث
«عامر الشعبي»
هو عامر بن شراحيل بن عبد ذي كبار الشعبي الحميري الهمداني.. ويكنى «أبا عمرو». وقد اختلف في اسم أبيه فقيل «شراحيل» وقيل «عبد الله». وهو تابعي جليل. وأحد رواة الحديث الموثوق بهم. ويُضرب به المثل في الحفظ.
ولد -رضي الله عنه- بالكوفة، بعد نحو تسعة عشر عامًا من الهجرة النبوية الشريفة. وكان ضئيل الجسم، نحيفا.. فقد ولد هو وأخ له توأمان في بطن.
نشأ «الشعبي» وتربى بالكوفة، فكان يهتم بالعلم والشعر، وهو لم يزل صبيا صغيرا، لما كان يتمتع به من عقل واع، وذكاء خارق، وذاكرة أشبه بآلة الاختزال التي لا تتعطل أبدا.. فكان يحفظ كل ما يقال أمام عينيه، وكل ما تسمعه أذنه.. ولما سُئل عما بلغه من حفظ أجاب قائلا: «ما كتبت سوداء في بيضاء، ولا حدثني رجل بحديث إلا حفظته». وإلى جانب قوة ذاكرته، وكثير حفظه، كان «الشعبي» شاعرا عظيمًا، وفقيها عالما، وإماما حافظًا، ومؤمنا زاهدا لا يقول إلا الحق، ولا ينطق إلا الصدق، ولا يسير إلا في الخير، ولا يحكم إلا بالعدل .. حتى لقد قال عنه أحد التابعين: «ما رأيت أحدا أعلم بسُنة ماضيه من الشعبي».
وبرغم كل ما أوتي من العلم والحكمة، كان «الشعبي» رمزا للتواضع.. فلم يتباهى يوما بكثرة علمه، ومعرفته، بل أنه قال لأحد أصحابه ذات يوم: «قم معي ها هنا حتى أفيدك علما، بل هو رأس العلم». فقال له صاحبه: «أي شيء تفيدني»؟ فقال «الشعبي»: «إذا سُئلت عما لا تعلم فقل «الله أعلم»..فهو علم حَسَن».
ولقوة إيمانه، ومواهب المتعددة، ذاع صيت «الشعبي» في أرجاء «الكوفة»، فكان من أعلم علمائها، وأشهر رجالها.. وكان يقضي «بالزاوية» - التي عند باب الفيل.
جاءه -يوما- رجلان متخاصمان، فقال لأحدهما: «لئن لم تعطه دراهمه التي أخذتها، أو جاء بك مرة أخرى لأحبسنك ولو كنت ابن عبد الحميد». وكان يقصد «عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب) والي أمير المؤمنين (عمر بن عبد العزيز» على العراق. فلما سمع «الوالي» بشجاعته، وقوته في الحق، أمر أن يتولى «الشعبي» قضاء الكوفة.. فكان يقضي بالمسجد.
وتمضي الأيام «بالشعبي» وهو يعلِّم الناس أمور دينهم، ودنياهم فيحثهم على فعل كل ما هو خير...ويحذرهم وينهاهم عن فعل كل ما هو شر، وظل يحكم بينهم بالعدل، حتى اشتاقت روحه الطاهرة إلى خالقها.. فمات -فجأة- بعد مائة وثلاث أعوام من الهجرة، عمره نحو اثنين، (أو ثلاثة) وثمانين عامًا. هذا هو «عامر الشعبي». العالم الفقيه.. والمؤمن التقي.. والقاضي العدل. الذي وهب عمره وحياته لخدمة الإسلام المسلمين.
رحم الله «الشعبي» .. الرجل العلاَّمة.. الذي لا يقوم من مجلسه حتى يقول (وياليتنا نقتدي به): «أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.. وأشهد أن الدين كما شرع.. وأشهد أن الإسلام كما وصف.. وأشهد أن الكتاب كما أنزل، وأن القول كما حدث.. وأشهد أن الله هو الحق المبين».

» حافظ على هدوئك !
» حافظ متقن للقرآن ولكن ؟؟؟!!
» طفلٌ حافظ للقرآن وألفي حديث/ يسرد ورده وهو نائم..!
» علم الحديث
» علل الحديث