عودة بعد ضياع

الحمد لله وكفى وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى

الحمد لله على ما رزقنا من نعمة الإيمان والإسلام

الحمد لله أن ذكرنا به وغيرنا كثيراًعن ذكره غافلون

إخواننا وأخواتنا الأفاضل .. هذه قصة أخ أرسلها لنا عبر اتصل بنا وطلب منا نشرها

وها هي بين أيديكم كما أرسلت لنا :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أعرف من أين أبدأ ولكن سأبدأ من يوم أن منحني الله ووهبني ابنة جميلة

كنت غافلاً لاهياً لا أذكر أني صليت أبداً ( حتى الجمعة والعيدين) فأنا أبي مات منذ زمن

وأمي نصرانية

وبالطبع لا أحفظ حتى الفاتحة جيداً

ولكن يوم أن رزقني الله ببنت جميلة وبعد أن دخلت بيتنا وأنارته بوجهها المشرق

وتعلقت كل خلجات قلبي بجمالها وبرقتها

وبعد مرور أسبوع بدأت تبكي وتصرخ وتتألم ولونها يزرق أحياناً

اكتشف الأطباء أن لديها مشكلة في القلب

وقرروا عمل عملية عاجلة لإنقاذ ما يمكن انقاذه

صرخت وقلت:

ماذا؟ عملية؟ لهذه الصغيرة؟ وأين؟ في القلب؟

يالله؟

الآن فقط تذكرت الله

والله لا أدري كيف جرت الكلمة على لساني

وكأنها البرد والثلج سكن قلبي واستسلمت للأمر

ودخلت ابنتي غرفة العمليات

وجلست بالخارج أنتظر مع أمها الملتاعة

وبعد قليل تقدم مني طبيب كبير في السن ذو لحية بيضاء يكسوه الوقار والهيبة

ووضع يده على كتفي ونظر لي

انخلع قلبي ظننت أن سوءاً قد حل بابنتي

ولكنه ابتسم وقال لي:

أصليت الظهر

فارتبكت وقلت لا

قال لي حسناً فلقد فاتتني الجماعة لأني كنت في غرفة العمليات

فهيا لنصلي سوياً

فخجلت ونظرت للأرض

فقال لي ما الأمر؟

قلت له الحقيقة المُرة وقد بكيت عيناي مع بكاء قلبي

لا أعرف كيف أصلي

فاندهش الطبيب

وقال :ألست مسلماً؟

قلت له : نعم

فنظر لي قليلا

ثم قال: لا عليك تعال وسأعلمك إياها

ووالله

ما إن صليت وسجدت لربي وإذا بي أشعر براحة وسكينة

ما شعرت بها قط

وفي سجودي قلت بعفوية ولم أكن أعلم أن أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد

: يارب اشفي لي بنتي

يارب

متحرمنيش من إني أصلي تاني

وما إن خرجت من المسجد حتى قابلت الطبيب يهنئني بنجاح العملية

فهنئني الطبيب الذي علمني الصلاة وقال

اسجد لربك شاكراً

فخررت ساجداً وأنا أبكي

فها قد أجاب الله دعائي

اللهم لك الحمد

وأعطاني الطبيب رقمه

وتوالت عليه زياراتي وعلمني الكثير والكثير

جزاه الله عني خيراً

وأحببت أن أنصح كل من يقرأ هذه السطور

لا تترك صلاة أبداً

والله ما علم قدرها إلا من غاب عنها

فهي بعد أن تكون مرضاة للرب وطاعة لأوامره وعملاً بوصية نبيه صلى الله عليه وسلم

فهي شفاء للصدر وراحة وطمأنينة للقلب

فمن أراد أن يرتاح من هم الدنيا فليصلي

ومن أراد أن يبتعد عن كدر العيش فليصلي

ومن أراد أن يتجدد وينتظم يومه فليصلي

وصدق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى:

أرحنا بها يابلال

وجزاكم الله خيرا

وختاما نهنئ أخونا الفاضل لعودته وتوبته

ونسأل الله أن يبارك له في ابنته

وأن يجعلها ذرية صالحة

ويتوب علينا جميعا اللهم آمين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

» عودة إلى رمضان السلف