فارس القلم

موضوع: فارس القلم الأربعاء نوفمبر 20, 2013 7:33 pm

فارس القلم
«عبد الله بن رواحة»
هو عبد الله بن رواحة ثعلبة بين امرئ القيس الخزرجي الأنصاري.. ويكنى «أبا محمد». صحابي جليل. وأنصاري عظيم.
وأحد الكُتَّاب المعدودين في الجاهلية، وقتما كانت الكتابة نادرة في ذلك الزمان.
أسلم «عبد الله» قديمًا. فكان أحد النقباء الإثنى عشر الذين حملوا الإسلام إلى المدينة المنورة، وبايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الأولى «الصغرى».
كما كان -رضي الله عنه- واحدًا من الثلاثة والسبعين أنصاريًا الذين بايعوا الرسول الكريم في بيعة العقبة الثانية «الكبرى».
نشأ «ابن رواحة» نشأة كريمة، فتربى على الفروسية، وشب على حمل السيف.. وصار فارسا ومبارزًا شجاع القلب، لا يهاب الموت، بل كانت تتوق نفسه دوما إلى الشهادة، في سبيل عزة الإسلام ونصرته.
وكان -أيضًا- من شعراء الصحابة الكبار الأجلاء، الذين استعذب رسول الله شعرهم ودعا لهم.
كل هذه المواهب، وتلك الإمكانيات الهائلة، التي كان يتمتع بها جعلت «عبد الله» يحظ بمكانة عظيمة في قبل سيده وحبيبه صلى الله عليه وسلم .. حتى أنه أشار إليه قائلاً له:
-«وأنت فَثَبّتك الله».
ولأنه محارب شجاع، وصاحب عبقرية في القتال، فقد بعثه رسول الله قائدًا لعدة سرايا، انتصر فيها جميعًا.
كل ذلك دفع «ابن راحة» ليكون ضمن الصفوف الأولى في جيش المسلمين.. فشهد «بدرا» و «أُحدا» و «الخندق» و «الحديبية» و «خيبر» مع رسول الله .. لم يتخلف في واحدة أبدًا.
كما شهد عُمره «القضاء» مع رسول الله (في شهر ذي القعدة من السنة السابعة للهجرة) ودخل - يومذاك- وهو ممسك بزمام ناقة رسول الله.
وتمر الأيام «بابن رواحة» وهو يقدم كل يوم المثل والقدوة في الفداء والتضحية، بكل ما يملك من قوة سيف، ومداد قلم.
وجاءت غزوة «مؤتة» (بأدنى البلقاء من أرض الشام).. والتي دارت رحاها بين المسلمين والروم في شهر جمادى الأولى من السنة الثامنة للهجرة.
وفي تلك الغزوة كان «عبد الله بن رواحة» أحد الأمراء الثلاثة الذين أرسلهم رسول الله على رأس ثلاثة آلاف من المقاتلين قائلاً لهم:
-«أمير الناس زيد بن حارثة، فإن قتل فجعفر بن أبي طالب، فإن قتل فعبد الله بن رواحة..».
وبعد استشهاد الصحابيين العملاقين «زيد، وجعفر» حمل «عبد الله» راية المسلمين وظل يقاتل قتال الأبطال حتى لقى حتفه، وسقط شهيدًا.
هكذا كان «عبد الله بن رواحة» .. فارس القلم.. المؤمن القوي.. والعابد الزاهد الأوَّاب، الذي قال عنه «أبو الدرداء».
«كُنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر في حر شديد وما فينا صائم إلا رسول الله وعبد الله بن رواحة».
رحم الله «ابن رواحة».
الرجل الذي ضرب أعظم المثل في طاعة الله ورسوله، حينما أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب، فسمع الرسول الكريم وهو يقول: - «اجلسوا». وعلى الفور جلس مكانه، وهو خارج المسجد، حتى فرغ الرسول من خطبته.. ولما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
-«زادك الله حرصا على طواعية الله وطواعية رسوله».

» رسالة إلى من تنتظر فارس الأحلام
» فارس أحلامى لا يصلى بالمسجد ..