قديم الإسلام

قديم الإسلام
"هشام بن العاص"
هو هشام بن العاص بن وائل بن هاشم السهمي.
صحابي جليل.
وهو أخو "عمرو بن العاص".
لم تذكر كتب السيرة تاريخا لمولده.. لكنه ولد بمكة المكرمة.
نشأ-رضى الله عنه- في بيت عريق من بيوت قريش.. فشب على القوة والفتوة، لكنه كان صاحب عقل واع، وفطرة سليمة، فاهتدى إلى الإسلام، وسار في طريق النور مبكرا.
فكان قديم الإسلام.
وكعادة الآباء المشركين، لم يتركه أبوه "العاص بن وائل" لشأنه، بل ضيق الخناق حوله، محاولا فتنته في دينه، ليعود إلى ظلام الجهل والوثنية.
لكنه جاهد، وصبر، حتي تمكن من الهجرة إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية.. ثم قدم إلى مكة المكرمة، بكل لهفة وشوق وحنين، فور سماعه أن الله تعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بالهجرة إلى المدينة المنورة.
ولم يكتمل حلم "هشام" في اللحاق برسول الله، والاستمتاع بمجلسه الشريف.
لقد حبسه أبوه بمكة، وشدد عليه الرقابة، وعاد إلى ارهابه والضغط عليه، وحمله على العودة إلى عبادة الأصنام.
وللمرة الثانية.. يصبر "هشام" على إيذاء أبيه.. ويصبر على حبسه بضع سنوات، كان المسلمون خلالها قد خاضوا الكثير من المعارك والغزوات، تصل أخبارها جميعا إلى "هشام" فى حبسه، فَيُكبِّر، ويُهلل لانتصار الإسلام والمسلمين.
وظل "هشام" في حبسه إلى ما بعد غزوة "الخندق".. ثم رحل إلى المدينة المنورة.
وهناك أخذ دوره الطليعي والخالد في القافلة الإسلامية فهرع إلى مقدمة الصفوف مستغلا قوته وفدائيته، وخبرته القتالية الفائقة.. فاشترك في كل المعارك، والغزوات، وأبلى فيها أعظم البلاء، لتعويض ما فاته من شرف الاشتراك في المعارك السابقة، التي شارك فيها بروحه، وقلبه.
ولم يكن "هشام" بطلا فدائياً، وفارسا فذا فحسب، بل كان مؤمنا زاهدا، وصابرا محتسبا، لا يكاد يكف لسانه عن ذكر الله وتلاوة القرآن.. فاحتل مكانة عظيمة في قلب حبيبه وسيده صلى الله عليه وسلم، حتى أنه قال عنه وعن أخيه "عمرو".
"إبنا العاص مؤمنان".
وتمضي الأيام "بهشام بن العاص"، وهو يؤدي دوره وواجبه على أكمل وجه.
وجاءت موقعة "أجنادين" (في السنة الثالثة عشرة للهجرة) وكانت ضد جيوش الروم.
وفي تلك الموقعة تجلت عبقريته، وفدائيته وتضحيته، فتقدم الصفوف، وظل يقاتل هنا وهناك، وهو يصرخ بأعلى صوته قائلاً:
"يا معشر المسلمين.. إلىَّ .. إلىَّ .. أنا هشام بن العاص.. أمن الجنة تفرون؟!".
وظل يرددها وهو يقاتل بكل شجاعة وإقدام.
حتي سقط شهيداً.
إنه "هشام بن العاص".
الفدائي العظيم.. والمؤمن الصالح.
الذي قال عنه أخوه "عمرو"، حينما أراد بعض الناس أن يفاضلوا بينهما.
"شهدت أنا وهشام أجنادين، فبات وبت ندعو الله أن يرزقنا الشهادة فلما أصبحنا رزقها، حرمتها".
رحم الله "هشام بن العاص".
الرجل الذي قدم روحه فداء لنصرة الإسلام.
فحشره الله بين الصديقين والشهداء.

» ما آراء الغرب عن الإسلام , وفكرة جميلة لنشر حقيقة الإسلام وأنت ببيتك
» شبهات حول الإسلام ( ورقة بن نوفل من تلقى منه النبي صلى الله عليه و سلم تعاليم الإسلام
» غربة الإسلام
» هل إله الإسلام مقيت ؟
» حكم النكت في الإسلام