كاتب المصحف

موضوع: كاتب المصحف الأربعاء نوفمبر 20, 2013 7:34 pm

كاتب المصحف
«سعيد بن العاص»
هو سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية.
صحابي جليل. من الأمراء الفاتحين.
وهو أشبه الناس لحية برسول صلى الله عليه وسلم.
ولد -رضي الله عنه- في أوائل العام الثالث للهجرة النبوية الشريفة.
نشأ «سعيد» في بيت من أكبر بيوت قريش وأعرقها.. وقد تربى في حجر «عثمان بن عفان» -رضي الله عنه- فشب على الإيمان، والتقوى، والورع.
قتل أبوه يوم «بدر» وهو كافر.فيظن «سعيد» أن (عمر بن الخطاب) هو الذي قتل أباه، فكان دائمًا ينظر إليه نظرة عتاب.
فلما فطن «عمر» إلى ذلك قال له -يومًا-:
«مالي أراك معرضًا كأنك ترى أني قتلت أباك؟ ما أنا قتلته، لكن قتله علي بن أبي طالب، ولو قتلته ما اعتذرت من قتل مشرك.. ولكني قتلت خالي بيدي..».
كان «سعيد» منذ نشأته فصيح اللسان، بليغ البيان، يتمتع بذاكرة قوية، وذكاء خارق، لذلك جعله «عثمان بن عفان» يكتب المصاحف، فكان في جملة الإثنى عشر رجلا الذين يستخرجون القرآن، ويعلمونه، ويكتبونه.
ولأنه شاب نشيط، ذو مواهب متعددة، فقد عيَّنه «عثمان» واليا على الكوفة، بعد أن عزل «الوليد بن عقبة» . فافتتح طبرستان، وجرجان، ثم افتتح أذربيجان بعد أن قاتل أهلها لنقضهم العهد.
ولما وصل «سعيد» إلى الكوفة، خطب في أهله خطبة شديدة اللهجة، فنسبهم إلى الشقاق والخلاف، فشكوه إلى «عثمان» وطالبوا بعزله، وتعيين «أبو موسى الأشعري» .. فاستجاب «الخليفة» إلى طلبهم.
وبعد فترة استدعاه إلى المدينة المنورة، فأقام بها، إلى أن كانت الثورة ضد «عثمان».. فدافع «سعيد» عنه وقاتل دونه، حتى قتل «عثمان».
وبعد مقتل «ذو النورين» رحل «سعيد» إلى الطائف، ليعتزل الفتنة بين «الإمام علي» و«معاوية»، فلم يشهد موقعتي «الجمل» و «صفين».
وبعدما استقر أمر الخلافة لمعاوية ولاه على المدينة المنورة، ثم عزله، ثم ولاه، ثم عزله واستبدله «بمروان بن الحكم».
ولم يكن «سعيد بن العاص» فارسا غازيا، أو أميرا فاتحا، وفقط، بل أنه كان من الأجواد المشهورين.. فكثيرا ما يجمع أصحابه في كل جمعة، فيطعمهم ويكسوهم.. ويرسل إلى بيوتهم بالهدايا والقمح الكثير.
وكان يصُر الصُرر، فيضعها بين يدي المصلين من المحتاجين في المسجد.
وبلغ «سعيد» قمة السخاء والجود، والكرم.. حتى أنه دفع أربعة آلاف دينار ثمنا لدار، حتى لا يبيعها صاحبها لقضاء دين عليه.. لمجرد أن صاحب الدار قدم «لسعيد» شربة ماء، حينما شعر بالعطش وهو يسير في أحد شوارع المدينة.
وتمضي الأيام «بسعيد بن العاص» وهو يقضي آخر أيامه بالمدينة المنورة، حتى فاضت روحه إلى خالقها، بعد تسعة وخمسين عامًا من الهجرة.
ودفن بالبقيع.. وعمره نحو ستة وخمسين عامًا. هو - بحق - «سعيد بن العاص».
الرجل الذي دخلت عليه امرأة من العابدات، وهو أمير للكوفة، فأكرمها وأحسن إليها، فقالت:
-«لا جعل الله لك إلى لئيم حاجة، ولازالت المِنة لك في أعناق الكرام.. وإذا زال عن كريم نعمة جعلك الله سببا لردها عليه».
رحم الله «سعيد بن العاص». البطل السخي. والفارس الفاتح. والمؤمن القوي.
الذي وهب نفسه للإسلام.. ووهب ماله لقضاء حوائج المسلمين.
ولم يكن له جزاء إلا الفردوس.. في أعلى عليين!

» كاتب الوحي
» حكم وضع المصحف على بطن الميت
» وضع المصحف في السيارة للبركة والحرز
» هل حكًّ ابن مسعود المعوذتين من المصحف؟
» حكم التكبير من سورة الضحى إلى آخر المصحف