حفيد الصديق

موضوع: حفيد الصديق الأربعاء نوفمبر 20, 2013 7:26 pm

حفيد الصديق
«عبد الله بن الزبير»
هو عبد الله بن الزبير بن العوام بن خوليد الأسدي.. ويكنى «أبا بكر». أول مولود في المدينة المنورة.
هاجرت به أمه السيدة «أسماء بنت أبي بكر» -رضي الله عنها- وهو لا يزال جنينا في بطنها، وما كادت تصل إلى «قباء» - على مشارف المدينة- حتى وضعته.
حُمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، في داره بالمدينة، فقبله، وحنكه، فكان أول شيء دخل جوف هذا الوليد السعيد هو «ريق» الرسول الكريم.. فنشأ، بين أحضان آل البيت.
كان -رضي الله عنه- أحد الأبطال الذين فتحوا أفريقيا، والأندلس، والقسطنطينية، وعمره لم يتجاوز السابعة والعشرين عامًا.. وهو الذي قتل (قائد الجيش) - في معركة أفريقيا- الذي كان مصدر قوتهم الوحيد. وبقتل هذا القائد العنيد ظفر المسلمون بانتصار ساحق.
عندئذ كافأه قائد جيش المسلمين عندئذ كافأه جيش المسلمين «عبد الله بن أبي سرح» بأن يزف «ابن الزبير» بنفسه بشرى هذا النصر العظيم إلى المدينة، وإلى الخليفة «عثمان بن عفان» رضي الله عنه.
ولم يكن «ابن الزبير» بطلا إعجازيا وحسب، بل إنه كان عابدًا أسطوريا، ذا إيمان وثيق، وخشية دائمة من الله .. يسهر الليل- طوال عمره- متهجدًا، قانتا، عابدًا. حتى أن «ابن أبي مليكة» يصف إيمانه، وخشيته فيقول:
«كان يدخل فى الصلاة، فيخرج من كل شيء إليها.. وكان يركع أو يسجد، فتقف العصافير فوق ظهره، وعلى كاهله، فلا تحسبه من طول ركوعه وسجوده، إلا جدارا أو ثوبًا مطروحًا».
ومن أبرز صفات «ابن الزبير» -بجانب فروسيته وإيمانه- إنه كان شديد الوضوح مع نفسه، يدافع عن عقيدته ومبادئه ولو كان الثمن حياته.
وقف في وجه «معاوية بن أبي سفيان»، وابنه «يزيد»، معلنًا، على الملأ، رفضه لمبايعة «يزيد» للخلافة.
وبعد موت «يزيد» بويع «عبد الله بن الزبير» بالخلافة في العام الرابع والستين من الهجرة، فحكم الحجاز، ومصر، واليمن، وخراسان، والعراق، وأكثر بلاد الشام، وجعل المدينة المنورة قاعدة لملكه.
وظل في خلافته تسع سنين.. حقق فيها الكثير للمسلمين فكان نقش الدراهم في أيامه: بأحد الوجهين: «محمد رسول الله»، وبالوجه الآخر «أمر الله بالوفاء والعدل» .. وهو أول من ضرب الدراهم المستديرة.
لم يتركه «الأمويون» ليتفرغ لحكمه، فأخذوا يدبرون له الدسائس، حتى جاء عهد «عبد الملك بن مروان»، الذي جهز له جيشًا كبيرًا، على رأسه رجل من أكثر بني البشر خسة، وقسوة، وجبروتا، هو «الحجاج الثقفي» .. فعسكر هو ومن معه من المجرمين في «الطائف».. فينتقل «ابن الزبير» إلى ملكه، وتنشب بينهما الحرب.
ويقاتل «ابن الزبير» -شبه وحيد- قتال الأبطال، وقد تجاوز عامه الثالث والسبعين... بعد أن خذله عامة أصحابه.. فما هى إلا ساعة حتى تلقى «ابن الزبير» ضربة الموت، بعد قتال غير متكافئ.
ويأبى «الحجاج الأَشَر» إلا أن يصلب جثمان الشهيد العظيم .. فصلبه.. بعد أن فصل رأسه عن جسده.
وتنعى السيدة «أسماء بنت أبي بكر» ابنها «عبد الله» بقلب مؤمن صادق، وقد تجاوزت الثالثة والتسعين عامًا.
تنعى «حفيد الصديق».
الرجل الذي دفع حياته ثمنا لعقيدته.. ومبادئه.. وإيمانه بالله.

» الصديقة بنت الصديق
» فضل الصحابة - أبو بكر الصديق رضي الله عنه
» العشرة المبشرون بالجنة :الصديق أبو بكر
» سيرة الخليفة أبو بكر الصديق رضي الله عنه
» حكم صلة الصديق الذي لا يؤدي الصلاة ولا يصوم رمضان