راوي الحديث

موضوع: راوي الحديث الأربعاء نوفمبر 20, 2013 7:25 pm

راوي الحديث
«عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي»
هو عبد الرحمن بن عمرو بن يحمد..ويكنى «أبا عمرو». إمام وفقيه أهل الشام.
وقد اشتهر باسم «الأوزاعي» نسبة إلى «الأوزاع» وهم سكان قرية خارج باب الفراديس (إحدى قرى الشام).
ولد -رضي الله عنه- ببعلبك، بعد ثماني وثمانين عامًا من الهجرة النبوية الشريفة.
نشأ «الأوزاعي» يتيما، فقيرا في حجرة أمه.. فكان تنتقل به من بلد إلى آخر.
أدَّب نفسه بنفسه.. فلم يكن في أبناء الملوك والخلفاء والوزراء غيرهم أعقل منه.. حتى أن «الوليد بن مزيد» -أحد تلاميذه قال عنه: «عجزت الملوك أن تؤدب نفسها وأولادها أدَّب الأوزاعي في نفسه».
وحين تولى «عمر بن عبد العزيز» خلافة المسلمين كان «الأوزاعي» في نحو الثالثة عشرة من عمره، وقد تأثر به كثيرا (فقد كان «عمر» من أفقه أهل زمانه وأعلمهم). وهذا يدل على مدى اهتمام «الأوزاعي» بالعلم منذ صغره، واعتنائه بالفقهاء الأعلام، الذين انتهى إليهم علم القرن الأول الإسلامي، أمثال «محمد الباقر» وابنه «جعفر الصادق» و «أبو حنيفة» و«ابن جريح» .. وغيرهم.
واكتسب «الأوزاعي»، بما وهبه الله من فطنة، وذكاء، وعقل نابه، الكثير من العلم.. وقد استفاد بما تعلم إلى أقصى حد.. حتى كأنه انفرد -وحده- في زمانه بالتقدير والثناء بين العلماء والفقهاء، لغزير علمه، وحكمته.
وكيف لا؟! وهو أحد الأئمة العظام، الذين أخذ بقولهم في رواية الحديث مفردا مرسلا، للثقة فيه، لما عرف عنه من الجد الخالص، والصدق الصارم، و «العمل بالعلم» (وهى أشهر وأبرز صفاته).
وقدر «للأوزاعي» أن يكون من الأئمة القلائل، الذين شهدوا زوال دولة وقيام دولة أخرى.. فقد عاصر أيام «الوليد بن عبد الملك بن مروان» الخليفة الأموي.. وشهد أيام «أبو جعفر المنصور» الخليفة العباسي.. ولم يكن له أعداء، أو خصوم من هؤلاء الخلفاء أو الأمراء، بل أنهم كانوا يحترمونه وينتصحون منه، ويغدقون عليه الأموال.
وفي أواخر أيامه اختار «الأوزاعي» بيروت دارا لإقامته فسكنها، حتى توفى بها ليلة الأحد لليلتين بقيتا من شهر صفر، بعد مائة وسبعة وخمسين عامًا من الهجرة، وعمره نحو تسعة وستين عامًا.
وتجمع معظم الأقوال أن سبب وفاته أنه دخل «الحمام» وأدخلت معه زوجته «كانونا» فيه نار وفحم- على عادة أهل البلد- ليدفأ به.. وأغلقت عليه «الحمام» وتشاغلت عنه.. فلما هاج الفحم، حاول «الأوزاعي» فتح الباب، فلم يستطع لضعف صحته- فمات.
هذا هو «عبد الرحمن بن عمرو».. الصادق في وعظه وعظاته.. الذي كان يقول، دواما، لمن حوله: «ليس ساعة من ساعات الدنيا إلا وهى معروضة على العبد يوما فيوما وساعة فساعة.. ولم تمر به ساعة لم يذكر الله فيها إلا تقطعت نفسه عليها حسرات.. فكيف إذا مرت ساعة ساعة، ويوم يوم؟!».
ولعلنا في هذا المقام أن نذكر بعضا من آثاره وعظاته. لقد قال: «ما ابتدع رجل بدعة إلا سُلب ورعه». وقال: «ويل للمتفقهين في غير العبادة، والمستحلين الحرمات بالشبهات». وقال: «لا تنظر إلى صغر المعصية، ولكن انظر من عصيت». رحم الله «الأوزاعي». العالم والفقيه. الذي كان ينصح أصحابه فيقول لهم: «من أطال القيام الليل هوَّن الله عليه القيام يوم القيامة».

» علم الحديث
» علل الحديث
» فوائد من علم الحديث
» حافظ الحديث
» علم مصطلح الحديث