فَتَى أمية

موضوع: فَتَى أمية الأربعاء نوفمبر 20, 2013 7:28 pm

فَتَى أمية
عمر بن عبد العزيز»
هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية.. ويكنى «أبا حفص».
أما هي السيدة أم عاصم واسمها «ليلى بنت عاصم ابن عمر بن الخطاب».
ولد -رضي الله عنه- بعد إحدى وستين سنة من الهجرة. وهي نفس السنة التي استشهد فيها «الحسين بن علي بن أبي طالب» -رضي الله عنهما-.
نشأ «عمر» نشأة الأمراء والملوك، فقد ولد في بيت الحاكم. وكان من أكثر الناس ترفا وترفها.. أنيقًا في ملبسه، ومظهره، فأصبح فتى بني أمية الأول، الذي يحرص الكل على تقليده، حتى في مشيته وتحركاته.
وما أن شب عوده، واشتد ساعده حتى اشترك «عمر» في أمور الحكم، فأظهر فطرة سليمة، وعقلاً رشيدًا، وفكرًا سديدًا.. ثم عين (وهو في ربيع عمره) مستشارا ووزيرا للخليفة «سليمان ابن عبد الملك».
كان «عمر» شديد التأثر بشخصية «جده الكبير» أمير المؤمنين «عمر بن الخطاب» .. فكانت أفعاله وتصرفاته كلها تؤكد أنه معجزة زمانه.
معجزة في زهده وورعه.. عظيمًا في إيمانه وعدله.. عملاقا في شدته ولينه.
ومثلما كان كل شيء في حياته معجزة، كانت خلافته أيضًا معجزة. وكأن الله خبَّأه ليعيد به للإسلام سيرته الأولى.
فلم يكن هو المرشح الطبيعي للخلافة، وإنما كان «أيوب بن سليمان بن عبد الملك» ابن الخليفة هو المرشح الطبيعي، ولكنه -أي «أيوب» - مات قبل وفاة أبيه.
وتولى «عمر» خلافة المسلمين في اليوم التالي لوفاة الخليفة، يوم الجمعة العاشر من شهر صفر سنة تسع وتسعين، بعد أن أوصى بذلك، دون علم «عمر».. فكان أول شيء يفعله بعد توليه أمر الخلافة هو إعراضه عن كل مظاهر الأبهة، التي اعتاد عليها الخلفاء الأمويون.. ورد كل ما عرض عليه من سرادقات جديدة إلى بيت المال.. كما رد الجواري إلى أهلهن وبلادهن، ورد المظالم، وامتنع عن المجالس التي كانت أشبه بمجالس الأباطرة.. ونهى الناس عن القيام له.. وابتدأ هو بالسلام.. وأباح دخول المسلمين عليه بغير إذن .. وأخرج من ماله وعقاره ورده إلى مال المسلمين.. وضع حُلي زوجته في بيت المال.. ثم فرض على نفسه حالة تقشف يعجز عن تنفيذها الزهاد، حتى أنه كان يتأخر في بعض الأحيان عن الخروج لصلاة الجمعة.. انتظارًا لقميصه حتى يجف.
لم يكن تورع «عمر» وعظمته مقصورين على ذاته، بل كان يسعى بكل طاقته إلى تطبيقه على حكومته الواسعة.. ورعاياه الكثيرين.
وكان «ابن عبد العزيز» دقيقًا في اختيار القضاة.. فكان يقول:
«لا ينبغي للقاضي أن يكون قاضيًا حتى تكون فيه خمس خصال: عفيف، حليم، عالم بما كان قبله، يستشير ذوي الرأي لا يبالي ملامة الناس».
ويثور «عمر» ثورة عنيفة ضد الفاسدين المفسدين.. فعزل بعض أمرائه المنحرفين.. وحرَّم السُخرة بأنواعها.. واهتم بتدوين العلوم الإسلامية.. وأحيا السُنة النبوية المطهرة.
لذلك تحقق للدولة الإسلامية في مدة خلافته القصيرة (سنتان وخمسة أشهر) ما لم تحققه أية حكومة في مئات السنين.
وتمضي الأيام سرية متعجلة.. حتى جاء العام الأول بعد المائة، فأراد الله لهذا الرجل المشتاق

» أم سلمة هند بنت أبي أمية أم المؤمنين
» سيدة أمية في 86 من عمرها أتمت حفظ القرآن الكريم كاملاً
» سيدة أمية في 86 من عمرها أتمت حفظ القرآن الكريم كاملاً