علم مصطلح الحديث

<blockquote class="postcontent restore">علم مصطلح الحديث:
العلم بالقواعد التي يعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبول والرد.

أهمية
هذا العلم: أن السنة هي المصدر الثاني وليس كل ما يروى في كتب الحديث ثابت
عن النبي صلى الله عليه وسلم فاحتاج الأمر إلى تمييز ما يثبت ويجب العمل
به مما لا يثبت. وقد حصل للأمة بسبب شيوع الأحاديث الضعيفة والمردودة ضرر
عظيم في العقائد والعبادات والأخلاق.
تعريفات هامة:

السند : هو سلسلة الرجال الموصلة إلى المتن. كمالك عن نافع عن ابن عمر

المتن: هو ما ينتهي إليه السند من الكلام كقول ابن عمر بالإسناد السابق مرفوعا: البيعان بالخيار.

الحديث: هو ما أضيف للنبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أوتقرير أو وصف خلقي أو خلقي.

1- فالقول كحديث عمر المتفق عليه مرفوعا: إنما الأعمال بالنيات.
2- والفعل كحديث جابر عند البخاري : كان صلى الله عليه وسلم يصلى على راحلته حيث توجهت، فإذا أراد الفريضة نزل فاستقبل القبلة.
3-
والتقرير: كحديث عائشة في البخاري في قصة الذي جعله النبي صلى الله عليه
وسلم على سرية فكان يختم بقل هو الله أحد فأقره صلى الله عليه وسلم على ذلك
بل بشره بحب الله له.
4- والوصف الخلقي كحديث أبي سعيد في البخاري : كان النبي صلى الله عليه وسلم أشد حياء من العذراء في خدرها.
5- والوصف الخلقي كحديث أنس في البخاري لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم بالطويل ولا بالقصير

الحديث الصحيح لذاته: هو ما اتصل سنده بنقل عدل تام الضبط عن مثله وسلم من الشذوذ والعلة القادحة.

إذا التعريف أعلاه يدل على أن الحديث لا يكون صحيحا إلا إذا اشتمل على شروط خمسة هي:

الشرط الأول: الاتصال وهو أن يسمع كل راو ممن روى عنه.

الشرط الثاني: العدالة: وهي السلامة من أسباب الفسق وخوارم المروءة.

العدل: هو المسلم العاقل البالغ المتصف بالعدالة.

والفاسق من أتى كبيرة أو أصر على صغيره.

وخوارم المروءة هي فعل ما يستقبح عرفا.

الشرط الثالث: تمام الضبط، والضابط على التمام هو من توافق روايته رواية الثقات الحفاظ غالبا.

وهو قسمان: ضبط صدر وضبط كتاب.

فضبط الصدر أن يعي ما سمعه فيؤديه كما سمع

وضبط الكتاب أن يكتب ما سمع على نحو صحيح ثم يحافظ على أصله فيؤدي منه كما كتب.

الشرط الرابع : السلامة من الشذوذ. والشذوذ هو مخالفة الثقة لمن هو أوثق منه.

مثاله:
ما رواه أبو داود من حديث عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ أَبِي بَكْرٍ عَنْ
ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أُمِّهِ أُمِّ
كُلْثُومٍ بِنْتِ عُقْبَةَ قَالَتْ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخِّصُ فِي شَيْءٍ مِنْ الْكَذِبِ إِلَّا
فِي ثَلَاثٍ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقُولُ لَا أَعُدُّهُ كَاذِبًا الرَّجُلُ يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ
وَالرَّجُلُ يَقُولُ فِي الْحَرْبِ وَالرَّجُلُ يُحَدِّثُ امْرَأَتَهُ
وَالْمَرْأَةُ تُحَدِّثُ زَوْجَهَا.

وقد
خالف يونس عبد الوهاب وهو أوثق منه فروى الحديث عن الزهري به بلفظ: ليس
الكذاب الذي يصلح بين الناس فيقول خيرا وينمي خيرا ثم قال قال ابن شهاب ولم
أسمع يرخص في شئ.... فجعل الكلام المرفوع عن عبد الوهاب من كلام ابن شهاب
وهو المحفوظ كما قال الدارقطني وغيره

الشرط الخامس السلامة من العلة: والعلة سبب غامض يقدح في صحة الحديث مع أن الظاهر السلامة منه، ومن أمثلتها الشذوذ المتقدم ذكره.

فإذا اشتمل الحديث على هذه الشروط الخمسة كان صحيحا وإلا فلا.
الصحيح لغيره هو: الحسن إذا تعددت طرقه. وسيأتي تعريف الحديث الحسن.

الحديث الحسن

الحسن لغة: ضد القبيح.

واصطلاحا له عدة تعريفات:

فقد
عرفه الترمذي بقوله: الحسن عندنا كل حديث يروى لا يكون في إسناده من يتهم
بالكذب، ولا يكون الحديث شاذا ويروى من غير وجه نحو ذلك.

وقال الخطابي: الحديث الحسن: ما عرف مخرجه واشتهر رجاله، وعليه مدار أكثر الحديث وهو الذي يقبله أكثر العلماء ويستعمله عامة الفقهاء.

التعريف الذي استقر عليه المتأخرون أن الحديث الحسن لذاته : ما اتصل سنده بنقل عدل خف ضبطه عن مثله وسلم من الشذوذ والعلة القادحة.

الحديث الحسن لغيره: هو الضعيف إذا تعددت طرقه، ولم يكن سبب الضعف فسق الراوي أو كذبه. وسيأتي تعريف الحديث الضعيف.

الحديث الضعيف

الضعيف لغة: ضد القوي.

واصطلاحا هو الحديث الذي لم تجتمع فيه صفات القبول. وصفات القبول ست مأخوذة مما تقدم وهي :

1- اتصال السند.

2- العدالة.

3- الضبط ولو لم يكن تاما.

4- فقد الشذوذ.

5- فقد العلة القادحة.

6- وجود العاضد عند الاحتياج.</blockquote>

لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

» مصطلح الحديث
» كتب مصطلح وعلوم الحديث
» الموجز من علم مصطلح الحديث
» شرح المنظومة البيقونية في مصطلح الحديث
» مصطلح الحديث القسم الثاني