شبكة منتديات الطريق إلى الله
أفكار دعوية في حقيبة مسافرة 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا أفكار دعوية في حقيبة مسافرة 829894
ادارة المنتدي أفكار دعوية في حقيبة مسافرة 103798
شبكة منتديات الطريق إلى الله
أفكار دعوية في حقيبة مسافرة 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا أفكار دعوية في حقيبة مسافرة 829894
ادارة المنتدي أفكار دعوية في حقيبة مسافرة 103798
شبكة منتديات الطريق إلى الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة منتديات الطريق إلى الله

المنتدى دعوى والدخول ونقل المحتويات متاح لكل مسلم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولfacebooktwitter
Cool Red Outer
    Glow Pointer
أحبائنا اعضاء وزوار المنتدى الكرام نرجوا فتح الراوبط التالية لمعرفة شروط الإستخدام ۩۞۩ قوانــيــن عــــامـــــة ۩۞۩
نرجوا من إخواننا الأعضاء عدم إنشاء أى مواضيع سياسية بدون تأصيل شرعى لأن ذلك قد يعرض عضويتك للإيقاف
هذه دعوتنا : دعوة الى الهجرة إلى الله بتجريد التوحيد، والبراءة من الشرك والتنديد، والهجرة إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بتجريد المتابعة له. دعوة إلى إظهار التوحيد، بإعلان أوثق عرى الإيمان، والصدع بملة الخليلين محمّد وإبراهيم عليهما السلام، وإظهار موالاة التوحيد وأهله، وإبداء البراءة من الشرك وأهله. دعوة إلى تحقيق التوحيد بجهاد الطواغيت كل الطواغيت باللسان والسنان، لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور المناهج والقوانين والأديان إلى عدل ونور الإسلام. دعوة إلى طلب العلم الشرعي من معينه الصافي، وكسر صنميّة علماء الحكومات، بنبذ تقليد الأحبار والرهبان الذين أفسدوا الدين، ولبّسوا على المسلمين... دعوة إلى البصيرة في الواقع، وإلى استبانة سبيل المجرمين، كل المجرمين على اختلاف مللهم ونحلهم {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}. دعوة إلى الإعداد الجاد على كافة الأصعدة للجهاد في سبيل الله، والسعي في قتال الطواغيت وأنصارهم واليهود وأحلافهم لتحرير المسلمين وديارهم من قيد أسرهم واحتلالهم. ودعوة إلى اللحاق بركب الطائفة الظاهرة القائمة بدين الله، الذين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله

أبحث على الأنترنت
تابعونا على مواقع أخرى


 

 أفكار دعوية في حقيبة مسافرة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الدولة : أفكار دعوية في حقيبة مسافرة Egypt10
ذكر
الابراج : الجدي
عدد المساهمات : 4723
مدى تفاعل العضو : 17523
تاريخ الميلاد : 19/01/1991
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
العمر : 33
الموقع : https://islam4u.yoo7.com
الحالة الإجتماعية : خاطب

أفكار دعوية في حقيبة مسافرة Empty
مُساهمةموضوع: أفكار دعوية في حقيبة مسافرة   أفكار دعوية في حقيبة مسافرة Emptyالجمعة يونيو 07, 2013 8:16 pm



بسم الله الرحمن الرحيم

دلالة
الناس على خالقهم ، ودعوتهم إليه ؛ من أَشرف الأَعمال ، وأَرفع العبادات ،
وأبرز مهام الأنبياء والمصلحين ، وأَخصّ خصائص الرسلِ أجمعين ، قال تعالى :{

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا
وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ

}.

[ سورة فصلت : 33 ]


وكل أحد مطالب أن يجتهد استطاعته وإمكاناته في تعريف الناس
بخالقهم ، وبالغاية التي خُلقوا من أجلها ، بحسب ما يتاح له من وسائل دعوية ،
ليعيش الناس في هناءة وسعادة واستقرار ، فيأتي يوم القيامة وقد رُصدت له جبال
من حسنات ترتقي به في جنات رب العالمين ، وتسعده في دنياه بإذن الله ، {

مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ

}.

[رواه مسلم ]


جاء في سبب هذا الحديث أنه :{


جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ : إِنِّى أُبْدِعَ
بِى فَاحْمِلْنِى، فَقَالَ : مَا عِنْدِى ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ
اللَّهِ أَنَا أَدُلُّهُ عَلَى مَنْ يَحْمِلُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى
الله عليه وسلم : مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ

} .

[رواه مسلم ]



والحديث فيه :{


فَضِيلَة الدَّلَالَة عَلَى الْخَيْر وَالتَّنْبِيه عَلَيْهِ ، وَالْمُسَاعَدَة
لِفَاعِلِهِ

، وَفِيهِ :


فَضِيلَة تَعْلِيم الْعِلْم وَوَظَائِف الْعِبَادَات

}.
[شرح
النووي على مسلم رحمهما الله ]


إنني أخواتي الكريمات لستُ ممن يطالبكن بتحويل السفر إلى برامج
عمل أخرى (قد) لا تتوافق مع السياحة ، والاستجمام المطلوبان في سفرك السياحي ،
ولكنني أثق أن للدلالة على خالقك ومولاك أولوية قصوى في حياتك ، وأن دينك
الحنيف قد انتشر بالسلوك الحسن الذي مارسه أتباعه ، بالدعوة بالقدوة، وبالتي هي
أحسن من قِبَل التجار والمهاجرين .


والوسائل الدعوية كثيرة جداً ، أعرض خمساً منها لمناسبتها لكل أحد بإذن الله
:-



1- الدعوة بالقدوة والسلوك الحسن :-

لكل منا رسالة ينبغي له أن يقوم بها ، ويوصلها للآخرين على الوجه الأكمل ،
والمسافر كذلك ينبغي له أن ينشر رسالة حين سفره ، رسالة للآخرين تُعَبِّرُ عن
قيمه وأخلاقه ، رسالة ليست بالكلام فقط، بل بالسلوكيات والمنهج الذي يمارسه
ويحافظ عليه .

إن مظهرك أختي الكريمة ، و مفرداتك ، وإيمانك بما تدعين إليه هم أول رُسُلٍ
منكِ إلى قلوب من تدعينهن وتختلطين بهن ، فإن استطاعت رُسلُك الوصول إلى قلوب
الأخريات ، كان تحقيق ما تريدين هيناً بحول الله وتوفيقه .

قال الله تعالى على لسان يوسف عليه السلام وهو يدعو من معه في السجن إلى الله
:{
يَا
صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ
الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ
}[سورة
يوسف ]

،
لنتأمل تلطفه معهم حيث جعلهم أصحاباً له في السجن بقوله (


يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ

) ، ولم يقل (

يا
مساجين

) أو كلمة نحوها ، مع أن سبب دخوله السجن ليس كسبب دخولهم .

إنَّ {


الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ

}

[رواه البخاري ]

، فإن رافقتها القدوة الحسنة ، والابتسامة الحانية ، كان ذلك أعظم وأبلغ وسائل
الدعوة ، فالتقليد والمحاكاة غريزة في كيان الإنسان، يجد في أهل الفضل والخير
والمعروف مُثُلاً عُليا، ونبراساً يُهتدى به .

هذا الإمام أحمد رحمه الله يحضر درسه (


5000

) طالب ، منهم (


500

) يكتبون ، و(
4500

) يستمعون ، ويتعلمون من سَمته وخُلقه وأدبه ، فإن لغة الجسد
أكثر تأثيراً من لغة اللسان ، فهي تمثل (

55
%

) من التأثير ، في حين أن الصوت يمثل (

38
%

) ، وتبقى الكلمات المنطوقة لتحتل (

7
%

) فقط .

إن مستويات الفهم للحديث يتفاوت من شخص لآخر ، لكن الجميع يستوون أمام الرؤية ،
وسلوك الفتاة أنموذج حي ، أبلغ من ألف خطبة رنَّانة ومحاضرة بليغة ، الأخريات
ينظرن إلى حسن خلقها ، وطيب حديثها ، وجمال مظهرها ومخبرها ، وحسن تعاملها ،
ومحافظتها على شرائع ربها .




وإذا بحثت عن التقيّ وجدته --- رجلا يُصدّق قوله بفِعالِ


تقول
إحدى الأخوات : ( لم تكن والدتي كثيرة أمرٍ أو نهي ،


لكن أفعالها تنطق بما تريد

، فما ذكرت أمراً إلا كانت هي أول من يسبق إليه ، و والله ما فَتحتُ عيناي من
الليل ، إلا وأجد أمي تناجي ربها ،


فتأصل في قلبي حب قيام الليل من فعل أمي

).

[الدعوة بالقدوة الحسنة . أ.جوهرة اللحيد ]





2- توزيع شيء من البطاقات والكتيبات الدعوية الخفيفة :

كُتيبات وبطاقات لا تتجاوز حجم الكف ، ككتاب حصن المسلم ، أو بطاقة أذكار ما
بعد الصلاة ، أو تلك التي تتحدث عن الإيمان بالله ، و عظمة رسولنا الكريم صلى
الله عليه وسلم ، و بر الوالدين وصلة الرحم، ونحو ذلك ، بلغة أهل البلاد التي
تزورينها ، تتركينها على مقعدك في المطعم أو في الحافلة أو في المنتزهات
والاستراحات ، أو تهدينها إلى واحدة ممن تلتقينهن هنا أو هناك ، أو تجعلينها في
استقبال الفندق ؛ قد ينير الله به قلب أَمَةٍ لم تكن في حسبانك ، فالكتاب من
أهم وسائل الدعوة إلى الخير ، إذ أنه يخاطب العقل والعاطفة معاً.



3- زيارة الأماكن الخيرية والدعوية للشد من أزرهم :

يمكن أن يتضمن البرنامج السياحي زيارة للمراكز الخيرية ، والجهات الدعوية ، فإن
فيها خير ودعم لهم كبير ، وشد من أزرهم ، وإعانة لهم على الخير .



4- كوني مفتاح خير لمن معك :

ينبغي استغلال كل مناسبة للدلالة على الخير لدى أهلك ومن معك ، فحين رؤية جمال
خلق الله مثلاً يمكن استذكار شيء من الآيات الكريمات ، أو الأحاديث النبوية
المتعلقة بالتفكر في مخلوقات الله ، وحين الدخول إلى قرية أو بلد يتم التذكير
بالدعاء الوارد ، ونحو ذلك ، يقول صلى الله عليه وسلم : {


فطوبى لمن جعله الله مفتاحا للخير مغلاقا للشر و ويل لمن جعله الله مفتاحا للشر
مغلاقا للخير

}.
[حديث
حسن ، حديث رقم : ( 4108 ) في صحيح الجامع للألباني رحمه الله ]



5- المناصحة الفردية :

وهي مخاطبة المدعو منفردا عن الناس إذا كانت المسألة تخصه ، ( أم محمد ) من
السعودية فتاة تَتَّخذ من الحجاب الساتر شعاراً لها ، تقول : دخلتُ أحد
المجمعات في إحدى الدول الأوربية ، ذهلتُ وأنا أرى بجواري امرأة في العقد
الثالث من عمرها ، وقد كشفت عن معظم جسدها حتى أنَّك لا تفرِّق بينها وبين بعض
الفتيات الكافرات المتحرِّرات ، الغريب أنها تتحدَّث العربية مع زميلة لها ،
اقتربتُ منها ، وبابتسامة صادقة ، رحَّبتُ بها ودعوت ، وبعد حوار يسير تبين
أنها من بلاد المسلمين ، ووالدها يأتي بهم كل صيف ، فيتركهم دون متابعة وعناية
، ليتفرَّغ هو لأعماله ، ذكَّرتها على انفراد بمن تكون، فرأيت التأثر بادياً
على محياها، ووعدتني بأن تكون على خير بإذن الله .

و داعية مسلم شهير سكن مدينة ميونخ الألمانية ، وجد عند مدخل المدينة لوحة
كبيرة مكتوب عليها بالألمانية (


أنت لا تعرف كفرات يوكوهاما

) ، فكانت الفكرة ! أقام هذا الداعية لوحة أخرى بجوار تلك اللوحة كتب عليها (

أنت لا تعرف الإسلام ، إن أردت معرفته فاتصل بنا على هاتف كذا
وكذا

)
وانهالت عليه الاتصالات من الألمان من كل حدب وصوب حتى أسلم على يده في سنة
واحدة قرابة ألف ألماني ما بين رجل وامرأة ، وأقام مسجداً ومركزاً إسلامياً
وداراً للتعليم.



وأخيراً
:
طوبى لمن يصدق فيها قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم : {


إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ وَأَهْلَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرَضِينَ حَتَّى
النَّمْلَةَ فِي جُحْرِهَا ، وَحَتَّى الْحُوتَ لَيُصَلُّونَ عَلَى مُعَلِّمِ
النَّاسِ الْخَيْرَ
}.

[أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح ، وصححه الألباني رحمهما
الله ]


المصدر : موقع دعوتها

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam4u.yoo7.com
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الدولة : أفكار دعوية في حقيبة مسافرة Egypt10
ذكر
الابراج : الجدي
عدد المساهمات : 4723
مدى تفاعل العضو : 17523
تاريخ الميلاد : 19/01/1991
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
العمر : 33
الموقع : https://islam4u.yoo7.com
الحالة الإجتماعية : خاطب

أفكار دعوية في حقيبة مسافرة Empty
مُساهمةموضوع: رد: أفكار دعوية في حقيبة مسافرة   أفكار دعوية في حقيبة مسافرة Emptyالجمعة يونيو 07, 2013 8:17 pm


احذري الحفظ العقيم
(تدبر القرآن )


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة
للعالمين..
القرآن الكريم...كلام الله عز وجل, وهو كتابنا الخالد, ودستورنا المنزه عن
العيب والنقائص...
القرآن الكريم هو النور والضياء, إذ به تستضيء لنا الدروب, وتشرق لنا الحياة
قال تعالى{وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشـَـاءُ مِنْ
عِبَادِنَا}الشورى
القرآن الكريم هو حبل الله المتين فبه تحصل الهداية والنجاة قال تعالى{ إِنَّ
هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ } الإسراء
ولذلك يجد المتأمل في سيرة سلفنا الصالح كيف كان الاهتمام بهذا الوحي العظيم...
اهتماماً لم يقف عند مجرد الحفظ لحروفه وآياته, بل الأمر عندهم أعظم من هذا
بكثير...
فقد أخذوه بحقه... تلاوة وحفظاً, وتدبراً وفهماً, وتطبيقاً وعملاً.
في وقت صببنا جل اهتمامنا بالحفظ المجرد, الخالي من البحث والتأمل...
وليس المقصود بهذا أننا ندعو لترك حفظه وتلاوته وتجويده؛ ففي ذلك أجر كبير, لكن
ما نطمح إليه ونبحث عنه التوازن بين الحفظ والتلاوة والتجويد من جهة وبين الفهم
والتدبر, ومن ثم العمل به من جهة أخرى كما كان عليه سلفنا الصالح رحمهم الله
تعالى ...

التدبر عند حافظة الوحيين:

تحفظ حافظة الوحيين قول باريها عز وجل حيث قال{ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ
مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الأَلْبَابِ}ص
وهي كذلك تعلم من خبر نبيها عليه الصلاة والسلام حين نزل قوله تعالى: {إِنَّ
فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ
لآياتٍ لأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً
وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ
النَّارِ}آل عمران
فقال صلى الله عليه وسلم: "ويلٌ لمن قرأها ولم يتفكر فيها". صحيح الترغيب
فلنتوقف لحظات أيتها المباركة عند هذين الموردين..نقف وقفة تأمل ومحاسبة دقيقة
لأنفسنا المقصرة...نحن أهل القرآن لكن هل قمنا بحق القرآن على الوجه الأتم؟؟؟
أم مجرد كل اهتمامنا هو حفظ الآيات حفظاً عقيماً خالياً من التدبر والتأمل؟؟؟


ماذا نقصد بتدبر القرآن؟

التدبر بشكل عام هو النظر في عواقب الأمور وما تؤول إليه.
وتدبر القرآن: هو تفهم معاني ألفاظه ومقاصد آياته, والتفكر فيما تدل عليه؛
ليتعظ القلب وتخشع النفس وتهتدي بنوره, وتخضع لأوامره, وينشرح الصدر للعمل
الصالح.

درجات تدبر القرآن الكريم:

الدرجة الأولى: التفكر والنظر والاعتبار, قال تعالى{كذلك يبين الله لكم الآيات
لعلكم تتفكرون}البقرة
الدرجة الثانية: التأثر وخشوع القلب, قال تعالى {إن الذين أُتوا العلم من قبله
إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا*ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا
لمفعولا* ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا}الإسراء
الدرجة الثالثة: الاستجابة والخضوع لله, ,هذا من أعظم مقاصد التدبر, وقد قال
تعالى {وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون} الأنعام
الدرجة الرابعة: استخراج الحكم, واستنباط الأحكام.

علامات تدبر القرآن الكريم:

هذه العلامات تحدث الله عنها عز وجل في كتابه, مبيناً حال عباده الصالحين مع
كلام ربهم.
يصف لنا بكل دقة وجلاء, كيف تعاملوا مع الوحي الذي يُتلى عليهم, ويحفظونه في
صدورهم...قال الله في وصفهم:
* {وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ
مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا
فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ }المائدة
* {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ
قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ}الأنفال
* {قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ
الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ
سُجَّدًا * وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا
لَمَفْعُولاً* وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا}
الإسراء
* {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا
صُمًّا وَعُمْيَانًا} الفرقان
* {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ
تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ
جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي
بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}الزمر

فتحصل من الآيات السابقة سبع علامات هي:

1- انسكاب العبرات خشية وتلذذاً.
2- وجل وخشية تستقر في القلب.
3- زيادة ملحوظة في الإيمان.
4- السجود تعظيماً لله عز وجل.
5- اجتماع القلب والفكر أثناء التلاوة والاستماع.
6- قشعريرة البدن من خشية الله وتعظيمه.
7- ثم يعقبها الرجاء والسكينة.
فهنيئاً لمن كان هذا حاله مع كلام ربه, هنيئاً له تلك اللذة والأنس التي تتسرب
إلى قلبه, هنيئاً له فهو يعيش مع القرآن عيشة حقيقة, تختلف وتبتعد كما بين
المشرقين عمن يعيش مع القرآن وهمه آخر السورة, يقلب صفحات المصحف وتمر به الآية
تلو الآية والقلب منشغل غافل لاهٍ, حارماً نفسه من ثمرات عظيمة..

فما هي ثمرات تدبر القرآن الكريم؟


لاشك أن من يقف متأملاً ومتدبراً لكلام ربه عز وجل, أنه رابح ربحاً عظيماً
وخيراً وفيراً يقول ابن القيم رحمه الله:
"فليس شيء أنفع للعبد في معاشه ومعاده، وأقرب إلى نجاته: من تدبر القرآن،
وإطالة التأمل، وجمع الفكر على معاني آياته..."
فمن ثمرات التدبر...
1- رسوخ اليقين في القلب, قال تعالى{ هَذَا بَصَائِرُ لِلنَّاسِ وَهُدىً
وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمِ يُوقِنُونَ }الجاثية
فكلما زاد تمعنك وعرض قلبك على آيات ربك...ازددت يقيناً, وثباتاً وعلواً.
2- زيادة الإيمان، قال تعالى{ وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن
يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ
فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ}
ففهمك لما تقرأين واستشعار عظمة الخطاب الموجه إليك, يزيد من إيمانك
بربك,ويجعلك مستبشرة بعظيم فضله ومنته, بعكس المنافق المعرض صاحب القلب المريض
إذ لا تزيدهم إلا شكاً ومرضاً وإعراضاً.
3- وفي التدبر الامتثال لأمر الله سبحانه وتعالى فلقد أمرنا بذلك فقال{أفلا
يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} النساء.
4- بالتدبر تنشرح الصدور ، وتستنير القلوب, قال تعالى{ يا أيها الناس قد جاءتكم
موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين*قل بفضل اله وبرحمته
فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} يونس
5- به تنالين العلم الصحيح النافع المثمر, ففيه هدايتك وبصيرتك, قال تعالى: {
وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآناً أَعْجَمِيّاً لَّقَالُوا لَوْلا فُصِّلَتْ
آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى
وَشِفَاء وَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ
عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ }سورة فصلت
6- يزيد من زهدك في الدنيا لأنك عرفت حقيقتها, ويتعلق قلبك بالحياة السرمدية
المقبلة... قال الحسن :" يا ابن آدم: والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن
في الدنيا حُزْنُك، وليشتدَّنَّ في الدنيا خوفُك، وليكثُرَنَّ في الدنيا
بكاؤك".
7- يزيد من همتك ونشاطك في التزود من الطاعات والبعد عن السيئات, وهذا نتيجة
طبيعية لزيادة الإيمان الحاصلة بسبب التدبر.

كيف السبيل إلى تدبر القرآن الكريم؟

كلنا يطمع في أن يصيب الهدف, ويجني الثمار اليانعة للتدبر...وسنعرض هنا بعض
الوسائل التي تعيننا بإذن الله على تحقيق ذلك:
1- الإخلاص لله في طلب التدبر, فلا تقصدين بذلك رغبة في الشهرة أو التعالي
والارتفاع على صويحباتك وأخواتك فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك
فقال(من تعلم علما مما يبتغى به وجه الله عز وجل ، لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا
من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة [ يعني ريحها]) سنن أبي داوود
2- استشعار أن الله سبحانه وتعالى يخاطبكِ أنتِ بهذه الآيات, وقد قال محمد بن
كعب: " من بلغه القرآن فكأنما كلمه الله "
3- الاستجابة الفورية لما يمر بك من أوامر ونواهي قال ابن مسعود في قوله تعالى
{ يتلونه حق تلاوته} قال:" والذي نفسي بيده إن حق التلاوة أن يحل حلاله ويحرم
حرامه ويقرؤه كما أنزله الله ".
4- الإقبال على القرآن بحب وتهيئ من حسن التطهر واختيار المكان المناسب فإن هذا
مما يزيد من نشاط النفس والإقبال على الطاعة.
5- الاستعانة بالله واللجوء إليه والاستعاذة من وساوس الشيطان عند الشروع في
التلاوة قال ابن القيم رحمه الله في إغاثة اللهفان : "الشيطان يجلب على القارئ
بخيله ورجله حتى يشغله عن المقصود بالقرآن ، وهو تدبره وتفهمه ، ومعرفة ما أراد
به المتكلم به سبحانه ، فيحرص بجهده على أن يحول بين قلبه وبين مقصود القرآن ،
فلا يكمل انتفاع القارئ به ، فأُمر عند الشروع أن يستعيذ بالله تعالى منه "
أ.هـ
6- العناية بترتيل القرآن امتثالاً لقول الله عز وجل{ ورتل القرآن ترتيلا}
المزمل..
والترتيل يُقصد به القراءة المتأنية المتمهلة, فلا يكن الهم وشغلك الشاغل أن
أنهي هذه السورة أو هذا الجزء, قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:" اقرؤوا
القرآن ، ولا تنثروه نثر الدقل، ولا تهذوه هذ الشعر، قفوا عند عجائبه، حركوا به
القلوب،ولا يكن هم أحدكم آخر السورة"
7- احضري قلبك عند تلاوته وسماعه, قال ابن قيم رحمه الله:"إذا أردت الانتفاع
بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, وألق سمعك ، واحضر حضور من يخاطبه من
تكلم به سبحانه منه إليه، فإنه خطاب منه لك على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى:{ إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد}ص
8- الجهر بالتلاوة وتحسين الصوت مما يزيد الخشوع في النفس ويعين على التدبر,
فعن ابن أبي ليلى رحمه الله قال:"إذا قرأت فاسمع أذنيك فإن القلب عدل بين
اللسان والأذن"
9- رددي الآية التي تؤثر فيك وتحرك معها قلبك.. فعن أبي ذر رضي الله عنه
قال:قام النبي صلى الله عليه وسلم بآية حتى أصبح يرددها وهي قوله تعالى{إن
تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم}المائدة
10- استدعاء البكاء والخشية عند قراءته.
11- الاستعانة بعد الله بكتب التفاسير للعلماء الثقات, فلا يمكن أن تحققي
التدبر إلا بعد أن تفهمي معاني ما تقرأينه من آيات وأسباب نزولها والأحداث
المصاحبة لها.
12- تخصيص ورد يومي للتدبر, فتكون ختمتك هذه ختمة تدبر تلخصي فيها ما استفدتيه
من فوائد وعبر, ولا بأس إن أخذتِ فيها السنة أو أكثر.
13- التدرج في التدبر والتأمل حتى لا يكثر على النفس فتمل ثم تترك هذا العمل
وقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يتعلموا عشر آيات فلم يجاوزوهنّ حتى يعرفوا
معانيهنّ والعمل بهنّ.
14- التجاوب مع الآيات فإذا مررت بآية فيها استعاذة فتعوذي, وإن مررتِ بتسبيح
لله فسبحي, وإذا مررتِ بدعاء واستغفار فادعي واستغفري وقد كان هذا هدي نبيك
عليه الصلاة والسلام.

لقد كانت هذه جملة من الأسباب والمفاتيح التي تعين على تدبر كتاب ربنا عز
وجل...

هل هناك موانع تحول بيني وبين تحقيق التدبر؟


نعم أيتها الفاضلة فهناك أسباب وصوارف تحول بينك وبين التدبر ومنها:
1- الذنوب والإصرار على المعاصي قال تعالى{ سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في
الأرض بغير الحق}الأعراف
فالذنوب سبب لظلمة القلب والإقفال عليه وحجبه عن نور الله عز وجل.
2- التعلق الزائد بالدنيا وملذاتها, فهذا مما يصرف القلب عن التلذذ بالخطاب
الرباني.
3- التكلف المبالغ فيه وحصر الإهتمام فقط بتحسين الصوت بالقراءة بعيداً عن
التدبر.
4- الإعتقاد بأن التدبر هو مهمة مقصورة على العلماء والمفسرين, وهذا خطأ
فالتدبر واجب مأمور به الجميع قال ابن كثير:"يقول الله تعالى آمراً عباده بتدبر
القرآن وناهياً لهم عن الإعراض عنه وعن تفهم معانيه المحكمة وألفاظه البليغة:
أفلا يتدبرون القرآن" فهذا أمر صريح بالتدبر والأمر للوجوب.

ختاماً...

ما أجمل أن نعيش مع كتاب ربنا عز وجل.... نبحر في معانيه, ونغوص في لطائفه
وأسراره...وتجول خواطرنا في الحكم النابعة منه...
فإذا ذقتِ هذه الحلاوة, ووجدتِ لذتها في نفسك...فابتدري بها من حولك, من أهلك
وإخوانك وأخواتك وصديقاتك...لنحيي هذه العبادة العظيمة, التي شغل عنها الكثير
والتي لا يجب ويعاب على حافظة الوحيين أن تنشغل عنها...

أسأل الله أن يجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا وجلاء أحزاننا وذهاب
همومنا وغمومنا...
وأسأله أَنْ ينَوِّرَ بِكِتَابِه أَبْصَارَكنَّ، وَأَنْ يُطْلِقَ بِهِ
ألسِنتَكنَّ، وَأَنْ يغسلَ بِهِ قُلوبَكنَّ، وَأَنْ يشْرَحَ بِهِ صُدورَكنَّ،
وَأَنْ يُفرّج به هُمومَكنَّ وسَائرَ المسلمينَ والمسلمات...




حصن على قصورك الشامخة
( قيام الليل )

الحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين..
يقبل الليل بظلامه, فيعم السكون وتخف الحركة, ويأوي كلاً منا إلى مأواه
ومستقره...
وهنا تتمايز الأحوال...إذ أن ليل حافظة الوحيين يختلف تماماً عن ليل غيرها
من اللاهين الغافلين...
ففي ليلها أسرار ومناجاة, انطراح وعبرات, نور ورحمات...فهي تخلو بربها
وتصفُّ أقدامها بين يدي الملك العلام, وتمرغ جبينها للقدوس السلام...
تسأله من فضله, وتستغفر من تقصير في حقه, وتبث شكواها إليه, فهي تعلم ألا
مهرب منه إلا إليه...
أنس ولذة تخالط بشاشة قلبها, فتود أن ساعات الليل لا تنقضي...
نعم فهكذا يجب أن يكون حال حافظة الوحيين...تحرس علمها وتحصن قصورها
الشامخة بدموع السحر وركعات المنيبين...قال أبو عصمة البيهقي: "بت ليلة عند
أحمد بن حنبل, فجاء بالماء فوضعه، فلما أصبح, نظر في الماء فإذا هو كما
كان, فقال: سبحان الله, رجل يطلب العلم لا يكون له ورد بالليل!"

حافظة الوحيين وقيام الليل:

إن من الآيات التي عمرتِ بها قلبك قول الله عز وجل{ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ
آنَاءَ اللَّيلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو
رَحْمَةَ رَبِهِ قُلْ هَل يَستَوي الذيِنَ يعلمون والذين لا يَعْلَمُونَ
إنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلْبَاب} الزمر.
وتعمرين قلبك كذلك بأمر نبوي كريم حيث قال عليه الصلاة والسلام(عليكم بقيام
الليل فإنه دأبُ الصالحين قبلكم ،وقُربة إلى الله تعالى ،ومكفرة للسيئات
،ومنهاة عن الإثم ،ومطردة للداء عن الجسد) رواه أحمد والترمذي وصححه
الألباني.
فلتناخ مطايانا هاهنا, ولنرد على هذين الموردين الصافيين, ننهل من معينهما
عظيم الفوائد, فنحرك بهما بواعث الهمة والنشاط...

ماذا نعني بقيام الليل؟

قال شيخنا العلامة ابن باز رحمه الله تعالى :
"الصلاة في الليل تسمى تهجداً وتسمى قيام الليل، كما قال الله تعالى:
{وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ}، وقال سبحانه: {يَا
أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلا قَلِيلاً}" أ.هـ
والتّهجّد في اللّغة : من الهجود ، ويطلق الهجود على النّوم وعلى السّهر
فهو من الأضداد.
ويقال: تهجّد إذا أزال النّوم بالتّكلّف .
والتّهجّد - عند جمهور الفقهاء - صلاة التّطوّع في اللّيل بعد النّوم.

عدد ركعاته وأفضل أوقاته:

* أقله أن تصلي ركعة واحدة وتسمى الوتر وقد ورد في الصحيحين عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قال: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر
بواحدة"
* أما أكثرها فلا حد له لعموم الحديث السابق وإن كانت السنة الثابتة عن
المصطفى عليه الصلاة والسلام أنه لم يزد عن إحدى عشرة ركعة فالأولى
المحافظة على هذا العدد، ومن أرادت الزيادة فلا بأس.
* وأما عن أفضل الأوقات لصلاة الليل فهو الثلث الأخير من الليل ليوافق
النزول الإلهي، كما قال صلى الله عليه وسلم(ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة
إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟
ومن يسألني فأعطيه؟ ومن يستغفرني فأغفر له؟" رواه البخاري ومسلم.
ذلك هو أفضل الأوقات لمن علمت من نفسها أنها ستقوم من آخر الليل، وأما من
خافت أن لا يستيقظ فالأفضل أن تصلي وتوتر قبل أن تنام، كما صح ذلك عن النبي
صلى الله عليه وسلم في سنن الترمذي وغيرها.

المكانة العالية لقيام الليل:

لقد أعلى الله شأن هذه العبادة الجليلة, ورغب فيها نبي الرحمة عليه الصلاة
والسلام... ومما يدلك على مكانتها تلك الآيات والأحاديث الواردة في فضلها:
أمر الله لنبيه عليه الصلاة والسلام
بقيام الليل إذ قال جل وعز:{ يَا أيُهَا الْمُزَّمّلُ * قُمْ اللّيْلَ
إلاَّ قَلِيلاً * نّصْفَهُ أَوِ انقُصْ منْهُ قَلِيلاً * أو زِدْ عَلَيْهِ
وَرَتّلِ الْقُرآنَ تَرْتِيلاً} المزمل
وقوله تعالى{ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عسى أن
يبعثك ربك مقاماً محموداً} الإسراء
حرص النبي صلى الله عليه وسلم على
أدائها والعناية بها حضراً وسفراً فعن عائشة رضي الله عنها قالت(كان النبي
صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه . فقلت له : لم تصنع هذا
يا رسول الله ، وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال أفلا أكون عبداً
شكوراً (متفق عليه.
قيام الليل من صفات عباد الرحمن
الذين امتدحهم الباري في سورة الفرقان فقال في وصفهم {وَالَّذِينَ
يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا}
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (في
الجنة غُرفة يُرى ظاهرها من باطنها وباطنها من ظاهرها فقيل : لمن يا رسول
الله ؟ قال:لمن أطاب الكلام ، وأطعم الطعام ، وبات قائماً والناس نيام)
صححه الألباني.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم في
شأن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما( نِعمَ الرجل عبد الله ، لو كان يصلي
من الليل(متفق عليه.
قال سالم بن عبد الله ابن عمر : فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل
إلا قليلاً.
وقال صلى الله عليه وسلم) من قام
بعشر آيات لم يُكتب من الغافلين ومن قام بمائة آية كتب من القانتين ومن قام
بألف آية كتب من المقنطرين ) صحيح أبي داوود.

قوم فقــهوا فعــملـوا:

هذه الآيات والأحاديث الواردة في فضل قيام الليل لم تمر مرور الكرام على
سلفنا الصالح, بل اتبعوا العلم بالعمل, واجتهدوا في مرضات الله فحازوا
الشرف في الدنيا ونسأل الله أن يبلغهم الشرف الأعظم يوم القيامة...
ولنا معهم وقفات نتأمل فيها حال رهبان الليل فرسان النهار فهي مما يبعث
الحماس في النفس:
عن أسلم أن عمر بن الخطاب رضي الله
عنه كلن يصلي ما شاء الله حتى إذا كان آخر الليل يعظ أهله يقول : الصلاة
الصلاة و يتلوا{ و أمر أهلك بالصلاة و اصطبر عليها } ) رواه أبو داود
قال الحافظ ابن كثير عن ليل عمر:"كان يصلي بالناس العشاء ثم يدخل بيته فلا
يزال يصلي إلى الفجر"
وقف العبّاد بن بشر يصلي الليل كله
وكان مكلفا بحراسة المسلمين في إحدى الغزوات فأتى رجل من الأعداء فرماه
بسهم فوقع في كتفه لكنه كان متلذذاً في قربه ومناجاته لربه، فنزع السهم
واستغرق في صلاته ولم يعبأ بآلامه، فلم يلبث الكافر أن رماه بسهم آخر فيقع
في كتفه أيضا، فينزعه ويكمل الصلاة.. فيعيد الرجل الكرة مرة ثالثة ويقع في
المكان نفسه فينزعه، ثم يركع ويسجد ويسلم، ثم يوقظ الصحابي الآخر الذي
يتناوب معه بالحراسة، لا لشيء إلا ليتولى حراسة المكان، لا ليشكو ما حدث
له!! فيسأله الصحابي الآخر: لماذا لم توقظني من أول سهم رميت به؟ فيقول:
كنت أقرأ سورة من القرآن فكرهت أن أقطعها! ولأن أكمل الركعتين أحب إليّ من
خروج روحي.
وكان عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
اذا هدأت العيون وأرخى الليل سدوله، سمع له دويّ كدوي النحل وهو قائم يصلي.
فهذا عبد الله بن الزبير رضي الله
تعالى عنهما وأرضاهما كان إذا قام في الصلاة كأنه عود من شدة الخشوع، وكان
يسجد فتنزل العصافير على ظهره لا تحسبه إلا جذع حائط.
وكان منصور بن المعتمر إذا ادلهم
الليل وبسط جناحه المظلم على البيوت يصلي في سطح بيته، فلما مات قال غلام
صغير يسكن في البيت المجاور: يا أماه! الجذع الذي كان على سطح آل فلان لست
أراه الآن، فقد كان يظنه جذعاً واقفاً طوال الليل لا يتغير، فقالت أمه
باكية متأثرة: يا بني ليس ذلك والله بجذع، إنما ذلك منصور وقد مات!!!
كان عبد العزيز بن أبي روّاد رحمه
الله يُفرش له فراشه لينام عليه بالليل ، فكان يضع يده على الفراش فيتحسسه
ثم يقول : ما ألينك ولكن!!! فراش الجنة ألين منك ثم يقوم إلى صلاته .
وكانت حبيبة العدوية إذا صلت العشاء
، قامت على سطح دارها وقد شدت عليها درعها وخمارها ، ثم تقول : إلهي ، غارت
النجوم ، ونامت العيون ، وغلقت الملوك أبوابها ، وبابك مفتوح ، وخلا كل
حبيب بحبيبه ، وهذا مقامي بين يديك ، ثم تقبل على صلاتها ومناجاتها لربها
إلى السحر ، فإذا جاء السحر قالت : اللهم هذا الليل قد أدبر ، وهذا النهار
قد أسفر ، فليت شعري هل قبلت مني ليلتي فأهنى ، أم رددتها علي فأعزى.
كان أبو مسلم الخولاني رحمه الله
يصلي من الليل فإذا أصابه فتور أو كسل قال لنفسه : أيظن أصحاب محمد صلى
الله عليه وسلم أن يسبقونا عليه ، والله لأزاحمنهم عليه ، حتى يعلموا أنهم
خلفوا بعدهم رجالا !! ثم يصلي إلى الفجر.
نعم أيها الفاضلات فلنتنافس معهم, ونسابقهم في الخيرات, ولنتغلب على هوى
أنفسنا والشيطان لننال بذلك الأجر العظيم...

ثمرات قيام الليــل:

قيام الليل نعمة كبرى, والموفق من سعى إليها وحافظ عليها...ففيها من
الفوائد والثمرات ما تشتاق إليه نفوس العارفين, وتطمع إليه قلوب
المخبتين...فمن ثمراته:
1- الأنس بربك والتلذذ بمناجاته قال الحسن البصري: "ما أعلم شيئاً يتقرب به
المتقربون إلى الله أفضل من قيام العبد في جوف الليل إلى الصلاة "
2- هو شرف المؤمن وسؤدده قال النبي صلى الله عليه وسلم ( أتاني جبريل فقال
: يا محمد ، عش ما شئت فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مُفارقه ، واعمل ما
شئت فإنك مَجزيّ به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن
الناس) حسن صحيح
3- من أعظم الأسباب الموصلة للجنة قال صلى الله عليه وسلم في حديث عبدالله
بن سلام(يا أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصلوا والناس نيام
، تدخلوا الجنة بسلام) سنن الترمذي.
4- إن أنتِ جمعت بين حفظك للقرآن وقيامك به بالليل فأنتِ المغبوطة بين
الناس جميعاً مصداقاً لقول نبك عليه الصلاة والسلام(لا حسد إلا في اثنتين:
رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله
مالاً فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار) البخاري.
5- يورثك الرضا والقناعة والاطمئنان قال تعالى{اصْبِرْ عَلَى مَا
يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ
غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ
لَعَلَّكَ تَرْضَى} طه.
6- قيام اللّيل أبلغ في الحفظ وأثبت في الخير قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم( إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره وإذا لم يقم به
نسيه)السلسلة الصحيحة .
فعبادة اللّيل أشد نشاطاً وأتم إخلاصاً وأكثر بركة قال تعالى{ إِنَّ
نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وطئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً} المزمل
7- قيام الليل ينقي القلب مما يشوبه من أمراض وآفات قال يحيى بن معاذ:"
دواء القلب خمسة أشياء: قراءة القرآن بالتفكر، وخلاء البطن، وقيام اللّيل،
والتضرع عند السحر، ومجالسة الصالحين "
8- به تصفو النفس وينشط البدن فقد قال صلى الله عليه وسلم (يعقد الشيطان
على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد ، يضرب كل عقدة مكانها : عليك ليل
طويل فارقد ، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن
صلى انحلت عقده كلها ، فأصبح نشيطا طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس
كسلان) البخاري.
9- به تستمطرين سحائب رحمات ربك الرحيم التواب فقد دعا النبي صلى الله عليه
وسلم فقال(رحم الله رجلا قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته فإن أبت نضح في
وجهها الماء رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها فإن أبى نضحت
في وجهه الماء) سنن أبي داوود.
10- ضحك الله للقائمين بالليل واستبشاره بهم ففي الحديث(ثلاثة يحبهم الله
ويضحك لهم ويستبشر بهم,وذكر منهم... والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن
فيقوم من الليل فيقول يذر شهوته ويذكرني ولو شاء رقد والذي إذا كان في سفر
وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا فقام من السحر في ضراء وسراء) حديث حسن...
وإذا ضحك ربك إلى عبد في الدنيا فلا حساب عليه كما في الحديث الصحيح.
11- به تكتبين من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات قال صلى الله عليه
وسلم(من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعا كتبا من الذاكرين
الله كثيرا والذاكرات) سنن أبي داوود.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam4u.yoo7.com
 
أفكار دعوية في حقيبة مسافرة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أفكار دعوية... مع الجيران
» أفكار دعوية... متنوعة
» أفكار دعوية... مع الصديقات
» أفكار دعوية مع .... الزوج !
» عشرة أفكار دعوية للفتاة المسلمة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة منتديات الطريق إلى الله :: ركن المرأة المسلمة
-
انتقل الى: