الأدلة
التي تثبت وجود الخالق عز وجل لا تحصى ولا تعد وقد جعل سبحانه في كل شيء
آية تدل على أنه ... الواحد الأحد الصمد يدعوك للإيمان به ولا يتحقق ذلك
إلا إذا صدقت بالمبعوث الذي اصطفاه لرسالته ولدينه
" الله يصْطَفِي مِنَ الْمَلائِكَةِ رُسُلا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ " (الحج 75). وبما أن الرسالة الخاتمة أكرم بها خير الناس بتكليف وتشريف من
رب الناس فلابد أن تكون معجزته عليه الصلاة والسلام متنوعة متعددة عجائبها
لا تحصى ولا تنقضي ...سئلت وتساءلت لماذا الإعجاز العددي دون بقية وجوه
الإعجاز المتعددة؟ كالإعجاز البلاغي... الغيبي... التشريعي... التربوي
...العلمي... وغيرها من المظاهر التي تحدى بها الله جل جلاله الإنس والجن
وسيتحدى بها من سيأتي بعدنا لقوله سبحانه:
"
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى
يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ
عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ " (فصلت 53). بعد الاستخارة...وبعد
الرؤيا الصالحة وجدت ميلا أكثر لاعتماد هذا النموذج من الإعجاز... قد يكون
ذلك لأسباب شخصية... نفسية...علمية ... اجتماعية... قرآنية ... ولربما
الوقوف في هذه المحطة هو لدعوة مستجابة من دعوات الوالدة الكريمة (الحاجة
مبروكة) حفظها الله تعالى وأنعم عليها بما تتمناه لنا ولنفسها وللمسلمين
جميعا من خير عميم بجاه السميع العليم... هي فعلا أسباب كثيرة سأحاول
تلخيصها في النقاط التالية:
1- عدم ارتباط المعجزة العددية بالاكتشافات والاختراعات كملازمة الإعجاز
العلمي لتطور العلوم ووسائلها ومناهجها وكرم من سيجود علينا ببعض الأسرار
العلمية التي لا نملك إلا الوقوف أمامها منبهرين مقلدين...مرددين...مترددين
ويتوقف عملنا وعلمنا على مقارنتها بما أشار إليه كتابنا العزيز وبعدها
تنقسم صفوفنا...-إن وجدت-... بين مصدقين... مندهشين أو ملتفتين في فتور
وقلة مبالاة إلى ما هو أهم وكل شيء عند البعض أهم من اليقين برسائل يومية
مضمونة الوصول من رب العالمين تدعونا لوضع القرآن قائدا لا ظلا وراء ظهورنا
...أقولها عن قصد ...قضية انشقاق القمر من أهم الأمثلة التي تناسب هذا
السبب فمن مكذب بحدث هام بثته تلفازات العالم وهو صعود أول إنسان إلى القمر
وقد صدر هذا التكذيب حتى من بعض المشايخ والمدرسين سامحهم الله هذا بعد
تشكيك المخالفين حتى لمعجزة انشقاق القمر رغم النصوص الثابتة التي قررت هذا
الحدث الهام في القرآن والسنة وهذا هو موقف الملحدين والمشركين...
2- الإعجاز البلاغي مرفوض جملة و تفصيلا من الأعاجم بدعوى أن التحدي
القرآني يقتصر على أصحاب لغة الضاد... ثم إن فهم هذا النوع يختلف باختلاف
المفسر وشروطه... عصره وبيئته... بل وحتى مذهبه... زد على ذلك ابتعاد العرب
عن لغة أجدادهم حتى أنك تجد من الأعاجم والمستشرقين من يجيدها اليوم أكثر
من أهلها وأبنائها والذين ينتسبون إليها... ومنهم من قبل الطلاق
بالتراضي... وهم كثر يزداد عددهم يوما بعد يوم...
3- الإعجاز العددي إعجاز لا يبحث عن صدق براهينه ونتائجه من خارج آيات
الكتاب العزيز وسوره... وإنما يعتمد الإحصاء و العدّ حتى بأصابع اليد و هذا
...هذا النموذج أساسه علم الرياضيات الذي يتعلمه فرضا الفتيان والفتيات في
تونس...في فرنسا...في أمريكا...في الصين...في قابس.في الرباط ..في
الإمارات...وفي كل شبر من القارات من الروضة إلى المدرسة إلى المعاهد
والكليات... وصدق الأستاذ بسام نهاد جرار حين أخذ القرار واعتبر أن هذا
النوع يسهل إثبات نبوة رسالة محمد صلى الله عليه وسلم على وجه الخصوص في حق
غير العرب لأن علم (الرياضيات) هو عالم الحقائق ثم هو لغة مشتركة بين جميع
البشر"[1].
4- الإعجاز العددي مناسب لعصرنا فهو يتميز بالظهور إلى حدّ الخفاء و
بالخفاء إلي حدّ الظهور فالمعجزة الواحدة تخفي أخرى و تمهد لغيرها بالحرف
... بالكلمة ...بالآية ... بالسورة وحتى بالأرقام...
5- تأثرت ببعض الأحاديث في هذا التفضيل والاختيار كمثل قوله صلى الله
عليه وسلم :"ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن عليه
البشر وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلى فأرجو أن أكون أكثر الناس
تابعا يوم القيامة"[2].. وكقوله صلى الله عليه وسلم :" لا أقول "ألم" حرف
ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف..." ولربما هذه الأحاديث الشريفة تعتبر
تفسيرا لقوله تعالى :
" أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ" ( فصلت 53) فالرسول أكرمه الله جل جلاله بالقرآن معجزة كتابا ونبوة...
6- للعلاقة القوية الثابتة بين الإعجاز العددي والفواتح القرآنية
النورانية فردية ... ثنائية ... ثلاثية ...رباعية وحتى خماسية...ظهرت
أسرارها في عصرنا أكثر من أي وقت مضى ... تولى وانقضى عهد من كان يردد في
استسلام وضعف و أمية تغضب الله عز وجل كبعض المتواكلين إلى اليوم من
المفسرين والباحثين والذين يرددون "الله اعلم بمرادها..." أو "الله أعلم
بمراده..." فليس المطلوب منا معرفة حقيقتها وإنما يقتصر دورنا على توظيفها
في سورها وفي غيرها من السور... وهذا من عدل الله عز وجل الذي ينعم على كل
عصر بما يناسب تطوره ويتحدى أهله في قمة ما وصلوا إليه ... فلنكن من
أنصار... من اجتهد و أصاب... ولم لا من اجتهد و اخطأ...لحصول الأجر في
الحالتين.
7- التطور المستمر لنتائج الإعجاز العددي ونماذجه فمن المقابلات العددية
في المرحلة الدراسية الابتدائية و الأساسية... إلى مراحل أخرى متطورة اثبت
البعض تفوق الحروف النورانية حسابيا في سورها مقارنة ببقية السور الأخرى.
8- آيات التحدي ارتبطت بأرقام ... بالسورة الواحدة وبعشر سور وبسور
القرآن كاملة (114)... فهذه أعداد تنازلية تشير أكثر إلى المعجزة
الحسابية... فالتحدي بالأرقام والحساب والإعجاز سيزداد يقينا يوم الحساب...
9- هداية العدد الكثير من الناس بهذا النوع من الإعجاز فأساس هذا الوجه
من الإعجاز الرقمي ... الأرقام ... والأرقام لا تناقش ولا ترفض فهي تتكلم
عن نفسها فقد اثبت هذا الأسلوب جدواه وهو اليوم اللغة العالمية لإقناع
الناس المخاطبين بصدق الرسول ولتقوية إيمان المؤمنين ودحض شبهات المتشككين
الملحدين...
10- أساس هذا النموذج إذا توفرت شروطه وضوابطه المتفق عليها تثمر حقائق
غير قابلة للتغيير أو التبديل على عكس الإعجاز العلمي إذا اعتمد خاصة
النظريات العلمية لا الحقائق الثابتة اليقينية وكم هي قليلة مستوردة من
خارج حدودنا نشتريها بعملة صعبة و بعملية أصعب.
11- الاقتناع بثمرة مجهودات بعض العلماء والباحثين الذين حققوا ودققوا
وأخلصوا وتعاملوا مع النصوص والأرقام بدقة في غياب التكلف والتسرع للوصول
إلى إعجاز يرضي الله سبحانه والرسول عليه السلام... فاقتناعي بنتائج عمل
هؤلاء العلماء وتأثري بأساتذتي في مدارس الإعجاز العددي ومعاهده وكلياته عن
طريق الدراسة عن بعد إن صح التعبير... نذكر منهم على سبيل المثال الأساتذة
والدكاترة: عبد الرزاق نوفل، د. زغلول النجار، الشيخ عبد المجيد الزنداني،
المهندس عبد الدائم الكحيل، د. الحسن زايد، بسام نهاد جرار، و غيرهم نفع
الله بهم... فقد اتفقوا على أهمية الإعجاز العددي في عصر التكنولوجيا
الرقمية باعتباره أفضل أسلوب في عصرنا للدعوة إلى الإسلام وهم يتفقون رغم
تنوع بحوثهم وتنوع نشاطهم وتعدد مؤتمراتهم أن المستقبل سيكون فعلا للإعجاز
العددي... وما تأسيس الهيئة العالمية للإعجاز العددي بعد مؤتمرها الأول
بالمغرب الشقيق إلا هدية لأنصار الإعجاز العددي وأحبائه... بل يعد ذلك في
نظري انتصارا لهذا النموذج وتحقيقا لقوله عز وجل
"...
وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ
يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ " (فصلت 41-47)
12- التفكر والتدبر في آيات الله في كتابه المسطور بالإعجاز العددي يوسع
المدارك ويقوي الفكر والإيمان فكلما ازداد الفهم ازداد الإيمان فالإيمان
كما يقال يزيد وينقص يزيد بالعلم وينقص بالجهل يزيد بالطاعات وينقص
بالمعاصي ويزيد بالصحبة الصالحة وينقص بالصحبة السيئة... يقول المهندس عبد
الدائم الكحيل في آخر كتابه :" معجزة "بسم الله الرحمن الرحيم" "لقد حاول
المشككون بكتاب الله أن يقدموا البراهين الواهية على أن القرآن ليس من عند
الله وأن باستطاعتهم الإتيان بمثل سورة منه ليوهموا ضعاف القلوب بصدق
دعواهم ولكن من رحمة الله عز وجل أنه أودع في كل آية من آيات كتابه العظيم
معجزة تشهد على أن القرآن كتاب الله تعالى ... واليوم نحن نعيش عصر
التكنولوجيا الرقمية تأتي معجزة القرآن الكريم لتتجلى في أول آية منه
وتخاطب كل الملحدين بلغتهم التي يتقنونها (لغة الرقم) وتقول لهم: هل
تستطيعون أن تأتوا بأربع كلمات مثل
"بسم الله الرحمن الرحيم"3
فاللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا بمختلف وجوه الإعجاز وأنصر دينك
وثبت إيمان علماء الإعجاز وأقلامهم وأفكارهم واجعلهم واجعلنا معهم من
الذين قلت فيهم :
" وَيَرَى الَّذِينَ
أُوتُوا الْعِلْمَ الَّذِي أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ هُوَ الْحَقَّ
وَيَهْدِي إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" (سبأ 6)... اقرا
للرافضين للاعجاز العددي الف عذر ربما لعدم تعمقهم في البحوث ولعدم اطلاعهم
على بحوث هامة في الاعجاز العددي ولذلك احيلهم الى البحوث التي نشرتها لي
بعض المواقع اضافة لموقع واحة الاعجاز والبحث الذي سجلته بوابة " الاعجاز
العددي من خلال الصحف والمجلات والشبكات العنكبوتية بنفس الموقع المذكور
اضافة الى موقع الرابطة المحمدية للعلماء في المغرب " منتدى الفكر الاسلامي
"
www.arrabia.ma كما اشرف حاليا على منتدى معجزات خاتم المرسلين بموقع علوم واسرار العلم الروحاني
www.abofaaras.com وغيرها من المواقع المختصة في الاعجاز العددي والعلمي هنا وهناك يبقى
دائما الايمان والاعتقاد تابعا للارادة ولا للاقتناع بصحة الادلة التي تعين
على تقوية الايمان فالايمان كما نعلم يزيد وينقص يزيد بالعلم وينقص بالجهل
يزيد بالصحبة الصالحة وينقص بالصحبة السيئة الفاسدة يزيذ بالطاعات وبنقص
بالمعاصي ومن الامثلة التي قد تقنع البعض ان اقرب الناس للرسول عليه الصلاة
والسلام لم يؤمن برسالة النبي ودينه في حين امن به ابعد الناس قرابة
ومسافة كبلال الحبشي وغيره من الصحابة رضي الله تعالى عنهم ..يبقى مشروع
ترجمة البحث او الكتاب فهذا امر في المتناول اليوم لوجود الترجمة الفورية
من خلال الحاسوب هذا واتمنى ان يقتنع اخوة الايمان باهميية ودور الاعجاز في
نصرة الرسالة والرسول والاستدلال على صدق الدعوة المحمدية بالارقام
والعمليات الحسابية فالاعجاز العددي يفهمه المتخصص ويتاثر بنتائجه حتى عامة
الناس اتمنى ان اكون قد وفقت في اجتهادي لتبسيط مسائل الاختلاف في قبول او
رفض اسلوب جديد يحتاج الى صبر المتعلمين واجتهاد العلماء والمعلمين
لاختيار الراي السديد لنصرة كتابنا المجيد و الاستدلال على صدق رسولنا محمد
صلى الله عليه وسلم الذي بات يعرفه القريب والبعيد ولا يؤمن به و بنبوته
الا اصحاب الحظ السعيد ..
المصادر:
[1]
- إعجاز الرقم 19 في القرآن الكريم ( مقدمات تنتظر النتائج) ( بتصرف)، ص
13، المؤسسة الإسلامية للطباعة والصحافة و النشر، ط3، 1425 هـ/2004م.
[2] - شرح السنة للامام البغوي، ج13، ص195، المكتب الإسلامي ، بيروت،
ط2. 3 - معجزة "بسم الله الرحمن الرحيم" البناء الرقمي لأول آية من القرآن
الكريم للمهندس عبد الدائم الكحيل.. الصفحة الأخيرة..دار الرضوان حلب، ط1،
1426 هـ/2005 م.