كتب : د. محمودعبدالله نجا
بقسم : الإعجاز العلمي في الكون
مع أن القرآن الكريم كتاب هداية وإرشاد للعباد، إلا أنه لا يخلو من الإشارة إلى بعض الحقائق الكونية التي يستدل بها على وجود الإله الواحد القادر، ومن ذلك قول الله (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) 30 الأنبياء، ففي هذه الآية يثير المولى تبارك و تعالى مسألتين في غاية الغرابة لم يكن للناس بهما علم في زمن نزول القرآن، الأولى أن السماوات و الأرض كانتا رتقا، أي ملتصقتين ثم فصل الله بينهما، و الثانية أن جعل حياة كل كائن حي لا تنفك عن احتياج معين للماء.
و قبل تفسير النصف الأول من هذه الآية بعلوم العصر الحديث لابد من الإشارة إلى أمرين:
الأول: إذا كان القرآن كتاب هداية فقط فلماذا أشار الله إلى هذه الغيبيات التي لا يمكن للنبي و أصحابه أن يدرسوها في زمن النبي صلى الله عليه و سلم إلا لأن الله يعلم بأنه سيأتي زمان على الناس يتناولون دراسة أصل الكون و أنهم سوف يمتلكون الأدوات المؤهلة لذلك، فوضع المولى تبارك و تعالى هذه الآية في كتابه، فكانت غيبا في زمن النبي صلى الله عليه و سلم و لكنه ما لبث أن بدأ يخرج من الغيب إلى الشهادة في زمننا الحالي، زمن الرؤية بالعلم.
الثاني: لا يمكن تأويل الغيبيات إلا بعلم يقيني قطعي الثبوت و حتى نصل إلى هذه الدرجة فلا نملك إلا أن نقول كما قال الأولون {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا به كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ }آل عمران7، و في هذا أكبر دليل على أن في القرآن معجزات علمية يظهرها الله لعباده في الوقت الذي يريد لكي يبقى القرآن الحجة الباقية على مر الزمان {قُلْ فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ }الأنعام149.
و نأتي الآن إلى وسطية الإعجاز العلمي في مقابلة النص الشرعي بما هو قطعي و ظني في العلم الحديث، فقد ظهر حديثا الكثير من علماء المسلمين الذين يحاولون تفسير نشأة الكون بنظرية الانفجار الكبير (big bang) و التي تقول بأن السموات و الأرض كانتا في بداية نشأة الكون ملتصقتين في كتلة واحدة يكاد يقترب حجمها من الصفر و كتلتها تصل إلى ما لا نهاية و ذات ضغط كبير و حرارة عالية جدا، و أشاروا إلى هذه البداية بالذرة أو البيضة الكونية أو نقطة التفرد (Singularity)، مما أدى إلى انفجار هذه الكتلة التي أخذت في الاتساع المستمر و نشأ عن هذا الانفجار تكون الذرات و مادة الأرض و الأجرام السماوية. مع ملاحظة أن النظرية تقول أيضا أنه قبل الانفجار كان لا يوجد مكان أو زمان و أنه لا يوجد قبلها شيء، أي أن الذرة الكونية أو البيضة الكونية التي نشأ منها الكون بالانفجار كانت و لا شيء غيرها. و هنا أيها المسلمون وسطية منهج الإعجاز العلمي تحتم علينا التوقف أمام هذه النظرية بعقل واعي يفهم لغة القرآن قبل أن يفهم لغة العلم، فلا ينبغي أبدا أن نأخذ الظني من النظرية و نقارنه بكتاب الله، والذي نؤمن به إيماناً قاطعاً أن وصف القرآن هو أدق وصف لأنه من عند الله تعالى خالق الكون الذي قال عن نفسه {وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ }فاطر14, (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) 14 الملك.
و لبيان عدم توافق بعض بنود نظرية الانفجار الكبير مع قول الله (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا) 30 الأنبياء، لابد من الإجابة على الأسئلة التالية:
1. لماذا الإصرار على تسمية و تفسير (الفتق) بالانفجار مع أن اللغة العربية لا تجيز ذلك؟.
2. لماذا الإصرار على تفسير الرتق بالعدم مع أن اللغة العربية لا تجيز ذلك ؟ فهل استطاع العلم فعلا أن يثبت أن عالمنا كله كان متمركزًا في السابق في نقطة واحدة تكاد تؤول إلى الصفر؟.
3. هل كان هناك زمان و مكان داخل و خارج كتلة الرتق قبل حدوث الانفجار الكبير أم لا؟
4. ما هو موقف العلم الحديث من نظرية الانفجار الكبير (Big bang)؟.
5. ما هو موقف الإسلام من نظرية الانفجار الكبير؟
* الإجابة على السؤال الأول (لماذا الإصرار على تسمية و تفسير (الفتق) بالانفجار الكوني مع أن اللغة العربية لا تجيز ذلك؟).
فالانفجار يدل على التناثر العشوائي و هذا غير موجود في خلق الله الذي قال (ففتقناهما) ليبين أن الفصل بين السماء و الأرض تم بقدرة الله و بدقة متناهية لا عشوائية فيها فهو انفصال موجه و ليس انفجار مشوه و هل هناك انفجار يبنى أجرام و مجرات أم انه يهدم و الله تعالى أعلى و أعلم. و إذا كانت كلمة الانفجار موجودة في القرآن كما في قوله تعالى {وَإِذِ اسْتَسْقَى مُوسَى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً}البقرة60، {وَقَالُواْ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الأَرْضِ يَنبُوعاً}الإسراء90، فلماذا لم يستخدم الله مصطلح الانفجار مكان الفتق إذا كان معنى الفتق الانفجار. و إذا عدنا إلى معاجم اللغة العربية لا نجد أبدا أن الفتق معناه الانفجار.
* الإجابة على السؤال الثاني (لماذا الإصرار على تفسير الرتق بالعدم؟ فهل استطاع العلم فعلا أن يثبت أن عالمنا كله كان متمركزًا في السابق في نقطة واحدة تكاد تؤول إلى الصفر؟.)
في الحقيقة لا يوجد أي دليل مادي على أن عالمنا بدأ بنقطة تكاد تؤول إلى الصفر، و هذا القول ما هو إلا محض فرضية عقلية استندت في ذلك إلى أنه طالما أن عالمنا في اتساع مستمر، فمن المؤكد أننا إذا عدنا إلى الوراء بالزمن فإننا سوف نجد حجم العالم يقل حتى يكاد يصل إلى الصفر. و هذه الفرضية هي التي جعلت علماء المسلمين يقولون بأن عالمنا جاء من العدم، و لو صح ذلك فلماذا لم يقل رب العزة (أولم يرى الذين كفروا أن السموات و الأرض كانتا عدما ففتقناهما) أو يقول (لم تكونا شيئا ففتقناهما)، و هل يتصور أن يتم فتق إلا في كتلة مرتوقة (كانتا رتقا ففتقناهما).
و قبل إن يتوهم أحد أنني أنفى حقيقة الإيجاد من لا شيء، فأقول و بالله التوفيق إن الله قادر على إيجاد أي شيء يريده من لا شيء أو من شيء آخر, قال تعالى {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } يس82، فتعلق هنا أمر الله بالشيء المراد إيجاده بغض النظر عن أصل الإيجاد، أمن شيء هو أو من لا شيء، قال القرطبي (أي إذا أراد خلق شيء لا يحتاج إلى تعب ومعالجة)، و قال الشوكانى في فتح القدير (أي إنما شأنه سبحانه إذا تعلقت إرادته بشيء من الأشياء أن يقول له احدث فيحدث من غير توقف على شيء آخر أصلا)، فان الله قادر لا يعجزه شيء في الأرض و لا في السماء {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِن شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً} فاطر44. و لكن نحن هنا لا نناقش قدرة الله على الإيجاد من شيء أو من لا شيء، بل نناقش حقيقة إيجاد السموات و الأرض كما هي مذكورة في القرآن و السنة لا كما قد نتخيل أو نتوهم، فالله قال أنه خلق آدم من تراب الأرض، فهل يعقل بعد ذلك أن نقول أن الله أوجد آدم من عدم، و بالمثل الله قال أن السموات و الأرض قبل الفتق كانتا رتقا، فمن أين لنا أن نجزم بأن حجم و كتلة الرتق للسموات و الأرض كان صفر أو عدم إلا إذا كنا قد أتينا بدليل من القرآن أو السنة، أو شاهدنا عملية الإيجاد و هو ما نفاه رب العالمين فقال {مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً }الكهف51.
فالناظر إلى قول الله (كانتا رتقا) يجد أنه يدل على الكينونة و الوجود في حالة معينة قبل الفتق و هي التي سماها الله بالرتق، و عند الرجوع إلى المعاجم اللغوية لا نجد أبدا ما يفيد بان الرتق يعنى العدم أو الصفر، ففي لسان العرب و تاج العروس و مختار الصحاح، نجد أن (الرّتْقُ ضدّ الفتْق وقد رتق الفتْق فارتق أي الْتأم، و فتق الشيء شقّه و الفتق هو الفصْلُ بين المُتّصِلين). و هذه المعاني تدل على أن الرتق هو حالة اتصال بين السموات و الأرض قبل الانفصال، و اتصال شيئين ببعض لا يعطى العدم طالما أن الشيئين لهما وجود.
و إذا عدنا إلى فهم المفسرين للآية نجد أنه يندر من يقول بأن الرتق يعنى العدم و الفتق يعنى الإيجاد، بينما غالبية المفسرين على أن الرتق يشير إلى شيء موجود، قال الطبري نقلا عن ابن عباس والضحاك والحسن وقتادة (كانتا ملتصقتين ففصل الله بينهما)، و نقل الطبري عن مجاهد وأبي صالح والسدي (كانت السموات مؤتلفة طبقة ففتقها الله فجعلها سبع سموات وكذلك الأراضين كانت مرتوقة طبقة واحدة ففتقها فجعلها سبعا)، و في هذا إشارة صريحة إلى أن الفصل تم بين شيئين موجودين، و ليس عدم كما يتوهم البعض.
و أضرب مثال حتى يتضح الأمر(بفرض أننا نظرنا إلى عشرة أرغفة من العيش الفينو نجد أن لها حجما معينا، فإذا عدنا إلى الوراء في مرحلة التخمر و قبل عملية التسوية لوجدنا الحجم أقل، و إذا عدنا إلى ما قبل مرحلة التخمر لوجدنا الحجم أقل، فالعشرة أرغفة قد فتقت عن كتلة مرتوقة من العجين كانت أقل في الحجم من حجم العشرة أرغفة بعد التخمر و التسوية و لكنها أبدا لم تكن عدم أو صفر).
أيضا عندما نقول بأن البداية للسموات و الأرض عدم (صفر)، يتعارض ذلك مع قول النبي صلى الله عليه و سلم لأبي هريرة لما سأله (أنبئني عن كل شيء قال كل شيء خلق من ماء) رواه أحمد فى مسنده، و صححه الألبانى و العلامة أحمد شاكر.
و يدل ذلك الحديث على أن الماء أصل جميع المخلوقات و مادتها و الماء كائن و ليس بعدم. و لا يوجد نص واضح حتى الآن يقول بأن أول خلق الله هو الماء، بل ان النصوص على غير ذلك فقد قال تعالى (و هو الذي خلق السموات و الأرض في ستة أيام و كان عرشه على الماء)، و في صحيح البخاري ( كان الله و لم يكن شيء قبله و كان عرشه على الماء و كتب في الذكر كل شيء ثم خلق السموات و الأرض)، و في صحيح مسلم (إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات و الأرض بخمسين ألف سنة و كان عرشه على الماء)، و لا يعلم من هذه النصوص هل العرش الأول أم الماء، و هذا كله يبين أن السموات و الأرض خلقت من الماء، أو أن هناك شىء خلق من الماء ثم خلقت منه كتلة الرتق، و الخلاف في أن الماء هل هو أول المخلوقات أم لا ؟ خلاف مشهور و حديث أبي هريرة يدل على أن الماء مادة جميع المخلوقات.
و بالنظر إلى الجديد في علم نشأة الكون (الكوسمولوجى) سنكتشف أن وصف الرتق بالعدم كان تسرع مخالف للفهم اللغوي و التفسيري لكلمة الرتق، فقد بدأ الدارسون للكون حديثا يميلوا إلى القول بأن الكون الذي نعيش فيه نشأ كمنطقة متجانسة و صغيرة جدا، و لكن تركوا القول بأن حجمها يكاد يقترب من الصفر، بل و نفوا ذلك و هذا ما سوف نبينه بعد قليل.
* الإجابة على السؤال الثالث (هل كان هناك زمان و مكان داخل و خارج كتلة الرتق قبل حدوث الانفجار الكبير أم لا؟)
عندما نقول البداية للسموات و الأرض عدم (صفر) و انه لا يوجد عندها زمان أو مكان و لا يوجد حولها إلا الفراغ، فهذا القول يتعارض مع قول النبي صلى الله عليه و سلم حين سأله بعض أهل اليمن عن أول هذا الأمر، فقال صلى الله عليه و سلم (كان الله ولم يكن شيء قبله، و كان عرشه على الماء ثم خلق السماوات والأرض وكتب في الذكر كل شيء) رواه البخاري.
و الذي أفهمه من هذا الحديث أن الزمان و المكان (الزمكان) كانا موجودين قبل الانفجار، أي أن الله خلق السموات و الأرض في ملك سابق له، و ذلك يعنى أن السموات و الأرض ليستا أول خلق الله كما قد يتوهم ذلك البعض من غير دليل أو بفهم مغلوط لبعض النصوص الشرعية. و قد كنت أظن أنني أول من يقول بهذا القول في فهم هذا الحديث من أن السموات و الأرض خلقهما الله من مادة سابقة أسماها الله الرتق و لم تخلقا من عدم كما شاع بين الناس و كثير من أهل العلم، و أن الرتق كان مسبوق بملك آخر لله تعالى لا يعلم مداه إلا الله، ثم و بقدر الله و توفيقه وجدت أن قولي هذا مسبوق بكلام بديع لبعض أهل العلم و منهم شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله الذي قال في مجموع الفتاوى ما نصه (والناس في هذا الحديث على قولين)،
الأول: فأنقله مختصرا لأنني أرفضه و لا أتبناه، و الحمد لله أن بن تيمية وقف ضده، فيقو ل رحمه الله (منهم من قال إن مقصود الحديث إخباره بأن الله كان موجودا وحده ثم أنه ابتدأ إحداث جميع الحوادث)، و رفض هذا القول سببه أن هذا الفهم يخالف ظاهر الحديث بكل وضوح، و لا يتوهم أحد هنا أنني أنفى أن هناك زمن كان الله فيه وحده و لا شيء معه من كل ما أوجد، ثم أوجد الله كل شيء من لا شيء، فقد قال الله {هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }الحديد3، فالله هو الأول الذي ليس قبله شيء بلا بداية, والآخر الذي ليس بعده شيء بلا نهاية. فأنا هنا لا أناقش اللحظة التي كان الله فيها وحده و لا شيء معه، فتلك اللحظة فوق كل تصور، و لكنني أناقش لحظة إيجاد السموات و الأرض كما هي مذكورة في القرآن و السنة لا كما قد نتخيل أو نتوهم، فلا يوجد عندنا دليل صريح يقول بأن السموات و الأرض هي أول الموجودات، بل إن الأدلة تتضافر على أن هناك موجودات قبل السموات و الأرض كما سوف نرى في القول الثاني لابن تيمية رحمه الله رحمة واسعة.
الثاني: و هو الذي أتبناه لأنه يأخذ بظاهر الحديث و تشهد له بعض النصوص الأخرى في القرآن و السنة، و فيه يقول بن تيمية طيب الله ثراه (ظاهر الحديث يناقض فهم أصحاب القول الأول، فمراده صلى الله عليه و سلم إخباره عن خلق هذا العالم المشهود الذي خلقه الله في ستة أيام ثم استوي على العرش، قال تعالى (وهو الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء)، وقد ثبت في صحيح مسلم عن عبدا لله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (قدر الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)، فأخبر صلى الله عليه وسلم عن تقدير خلق هذا العالم المخلوق في ستة أيام وكان حينئذ عرشه على الماء، كما اخبر عن خلق القلم قبل السموات و الأرض، و دليله الحديث الذي رواه الترمذي و أبو داود وغيرهما من عبادة بن الصامت عن النبي أنه قال (أول ما خلق الله القلم فقال له أكتب قال وما اكتب قال ما هو كائن إلى يوم القيامة) فهذا القلم خلقه لما أمره بالتقدير المكتوب قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة وكان مخلوقا قبل خلق السموات والأرض وهو أول ما خلق من هذا العالم وخلقه بعد العرش كما دلت عليه النصوص وهو قول جمهور السلف. ثم يقول ابن تيمية والدليل على هذا القول الثاني وجوه، أحدها أن قول أهل اليمن (جئناك لنسألك عن أول هذا الأمر)، فالأمر المذكور في قولهم إما أن يشير إلى عالم السموات و الأرض و إما يشير إلى جنس المخلوقات، فإن كان المراد هو عالم السموات و الأرض، كان النبي صلى الله عليه وسلم قد أجابهم لأنه اخبرهم عن أول خلق هذا العالم، وإن كان المراد جنس المخلوقات، لم يكن النبي قد أجابهم لأنه لم يذكر أول الخلق مطلقا بل قال كان الله ولا شيء قبله وكان عرشه على الماء وكتب في الذكر كل شيء ثم خلق السموات والأرض فلم يذكر إلا خلق السموات والأرض، فلم يذكر خلق العرش و لا الماء و لا غيرهما مع أن الله رب كل شيء بما في ذلك العرش وغيره، فعلم أنه أخبر بأول خلق هذا العالم لا بأول الخلق مطلقا. وإذا كان إنما أجابهم بهذا علم أنهم إنما سألوه عن هذا و لم يسألوه عن أول الخلق مطلقا فإنه لا يجوز أن يكون أجابهم عما لم يسألوه عنه ولم يجبهم عما سألوا عنه بل هو صلى الله عليه و سلم منزه عن ذلك...........إنتهى بتصرف) مجموع الفتاوى جزء 18، ص 24 2.
و بإذن الله تعالى يكون لنا وقفة أكبر مع هذا الحديث و قول العلماء فيه عندما نتحدث عن أصل مادة الرتق و تركيبها. و لكن الذي يتبين لنا الآن أن الزمان و المكان (الزمكان) لم يوجدا مع الانفجار الكبير و لكن كانا موجودين بداخل و خارج كتلة الرتق مع مراعاة النسبية، فالناظر إلى كتلة الرتق و إيجاد السموات و الأرض من الخارج غير الناظر من الداخل، فالناظر من الخارج يرى الحقائق المطلقة بينما الناظر من الداخل لا يرى إلا القليل لغياب الكثير عنه في خارج السموات و الأرض، فالإنسان على الأرض يظن انه يعيش في عالم فسيح و واسع، و لكن الله العليم يخبرنا بالحقيقة المطلقة من أن السموات و الأرض لا يمثلان إلا حلقة في فلاة بالنسبة إلى الكرسي، و من هنا نستطيع أن نتخيل سعة ملك الله مقارنة بعالمنا الصغير الذي لا يكاد يذكر في ملك الله. أيضا يخبرنا رب العزة بحقيقة مطلقة أخرى و هي أن زمن خلق السموات و الأرض ستة أيام و ذلك بمقياس زمني غير أيام الأرض التي تنتج من تتابع الليل و النهار.
و لتبسيط فهم اختلاف الزمان و المكان داخل و خارج كتلة الرتق نضرب المثال التالي، إذا نظرنا إلى حياة الجنين في بطن أمه لوجدنا أنه يعيش في زمان و مكان مختلفين عن الزمان و المكان على الأرض كالآتي:
1. الجنين في داخل بطن أمه يعيش في ظلمة تامة و بالتالي لا يمكن حساب الزمن داخل البطن بنفس المقياس الموجود خارج البطن، لعدم وجود تعاقب الليل و النهار في البطن. و بنفس الكيفية نحن على الأرض نعد الزمن بالليل و النهار، فإذا خرجنا خارج الغلاف الجوى فلا يوجد إلا الظلمة التامة فنعد الزمن بالسنوات الضوئية، فإذا خرجنا خارج السموات و الأرض نجد وحدة زمنية أخرى، و لا يعلم أحد كيفية حساب الزمن خارج عالمنا إلا الله.
2. الجنين في داخل بطن أمه يتخيل انه يعيش في مكان واسع و فسيح، فإذا خرج إلى الدنيا علم الحقيقة و رأى أنه خرج من الضيق إلى السعة، فلما درس السماء علم أن الأرض لا شيء فيها، فما بالنا و الله يخبرنا عن وجود سبع سموات و أنهن و الأراضين حلقة في فلاة بالنسبة إلى الكرسي و الكرسي حلقة في فلاة بالنسبة للعرش.
فيا ترى ما هو عدد العوالم (الأكوان صغيرة) اللازمة لملأ الفلاة (الكون الكبير)، فكم هو واسع ملك الله القائل في أول كتابه الكريم {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}الفاتحة2، و لا يمكن للعقل مهما أوتى من قوة الفهم و العلم أن يعلم عدد و كنه العالمين إلا إذا استطاع العقل أن يعرف رب العالمين حق المعرفة و هو المستحيل بعينه، قال تعالى {يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} طه110، فعظمة العالمين تأتى من عظمة رب العالمين {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} الزمر67.
* الإجابة على السؤال الرابع (ما هو موقف العلم الحديث من نظرية الانفجار الكبير (Big bang)؟.)
مع أن هذه النظرية فيها أشياء ما زالت لم تثبت بعد عند أهلها والباحثين فيها، إلا أنها جاءت بعدة حقائق قطعية الثبوت و واضحة لأبصار أي إنسان له اطلاع على القرآن و مستجدات العلم الحديث، لاسيما العاملين في مجال الإعجاز العلمي.
و تنص الحقيقة الأولى على أن السموات و الأرض كانتا ملتصقتين ثم تم الفصل بينهما بالفتق كما قال تعالى (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا) 30 الأنبياء.
و الحقيقة الثانية أن السماء في حالة اتساع مستمر كما قال تعالى {وَالسَّمَاء بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ }الذاريات7.
أما الحقيقة الثالثة فهي الحالة الدُخانية التى سادت السماء بعد الفتق {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَللأرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} فصلت11، و لازال هذا الدخان حتى يومنا هذا يملأ أعماق السماء و هو معتم تماما مما يعوق رؤية أطراف الكون.
أما الحقيقة الرابعة أن السماء عبارة عن بناء محكم لا توجد به فراغات أو تشققات {أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاء فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ }ق6, و قد يتعجب البعض من ذلك لأننا نرى مسافات هائلة بين الكواكب و المجرات و كان يفترض أن تكون هذه المسافات عبارة عن فراغات لا مادة فيها، و لكن العلم الحديث اثبت أن الذي نبصره من السماء أقل بكثير من الذي لا نبصره، فالسماء لا فراغات فيها و لكن مملوءة بمادة مظلمة لا تراها العين ، فقد لاحظ العلماء أن النجوم عند أطراف المجرات الحلزونية تدور بشكل سريع، و السرعة التي تسير بها كافية لكي تجعلها تهرب من المجرة، ولكن هذا لا يحدث، و معنى هذا أن الكتلة المرئية من المجرة لا تكفى لإحداث قوة جذب كافية لمنع النجوم السريعة عند الأطراف من الانفلات بعيدا عن المجرة، و لذا كان لابد من افتراض وجود مركب جديد غير مرئي أسماه العلماء بالمادة المظلمة (Dark matter) و هي التي تقوم بالجذب الكافي لمنع النجوم السريعة عند الأطراف من الانفلات بعيدا عن المجرة و هي أكثر شيوعا من المادة المرئية بعشرين مرة، و لا تزال مجهولة التركيب حتى الآن، ثم اكتشف العلماء حديثا أن هناك قوة تدفع الكون للتوسع المستمر بالرغم من قوة الجذب المبذولة من قبل المادة المرئية و المادة المظلمة، و قد سمى العلماء هذه القوة الدافعة للتوسع بالطاقة المعتمة و التي تمثل 70 % من حجم الكون، بينما تمثل المادة المرئية و المادة المعتمة 30 %، و صدق الله إذا يقول {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ. وَمَا لَا تُبْصِرُونَ} 38، 39 الحاقة.
(تدور المجرّات الحلزونية حول مراكزها, و تبيّن أنّ النجوم المحيطية في أطراف المجرّة تدور بشكل سريعٍ جدا لا يتّفق مع قيمة كتلة المجرّة المرئية الظاهرة. ومن أجل تفسير استقرار المجرّات الحلزونية لزم أن نفترض أنها تحتوي على مادة معتمة تزيد 10 أضعاف مقدارَ المادة المرئية، وأنّ هذه المادة المعتمة تتوزّع ضمن هالةٍ لها خصائص قابلة للتعيين بدقة).
المادة المعتمة (اللون الأزرق) التي تغمر حشدًا لمجرّات 1E 0657-56
و قد ذُكرت هذه الحقائق السابقة في عدد مايو- يونيو 2009 من مجلة العلوم الأمريكية في مقالة بعنوان النشاط الجديد في الكوسمولوجيا (علم الكون) لكاتبها د. باتريك بيتر (Patrick peter)، مدير المعهد الوطني للأبحاث العلمية بفرنسا، و قد أبدع هذا الرجل في هذه المقالة في التفريق بين ما هو قطعي الثبوت و ما هو ظني في تحليل علمي دقيق لنظرية الانفجار الكبير.
ثم أخذ كاتب المقال في مناقشة الأمور التي مازالت ظنية في النظرية و منها الحالة التي كان عليها الكون قبل الانفجار و هل نشأ من لا شيء أم انه كان يسبقه كون آخر اسماه بالكون السابق لنظرية الانفجار الأعظم. و قال د. باتريك (في الحقيقة لا يعتقد الفيزيائيون فعلا وجود لحظة من الماضي كان فيها حجم الكون معدوما، و لكننا نعيش في كون في حالة اتساع انطلاقا من حالة ابتدائية كان حجمه فيها صغيرا جدا). ثم بدأ د. باتريك يميل إلى رفض كلمة الانفجار و طرح بدلا منها سيناريو آخر و اعتبره أكثر احتمالا و هو أن الكون الذي نعيش فيه نشأ كمنطقة متجانسة و صغيرة جدا في كون آخر فائق الكثافة، ثم أخذت هذه المنطقة الصغيرة في الانتفاخ و التوسع. كما أن كاتب المقال لم يجزم بهذا النموذج الكوسمولوجى الجديد بل فتح الباب على مصراعيه لظهور نماذج أخرى ربما تكون أكثر علماً و دقة، و مما يحسب لهذا العالم أيضا أنه أكد على أن قوانين النسبية لا تنطبق على نقطة بداية خلق السموات و الأرض.
* الإجابة على السؤال الخامس (ما هو موقف الإسلام من نظرية الانفجار الكبير؟)
أعتقد أنه بات واضحاً الآن أن العلم بدأ يقترب في تصوراته عن بداية السموات و الأرض من حقائق القرآن، فالاعتراف بوجود المكان و الزمان قبل الانفجار الكبير هو انتصار كبير لمصطلحات القرآن التي لو كانت من عند غير الله لخالفت العلوم المادية في تطوراتها المتلاحقة من أجل الوصول إلى الحقائق الكونية المطلقة لكيفية خلق السموات و الأرض.
و لكن و حتى يومنا هذا يبقى العلم مهما تقدم عاجزا عن أن يبين لنا كيف نشأت كتلة الرتق من هذا الكون السابق و ما هو تركيب مادة الرتق و هل كانت تحتوى على ذرات حقيقة كالتي نعرفها أم أن الذرات نشأت فيها، و هل كان الماء موجودا فيها أم أن الماء نشأ بعد تكون الأرض، و غيرها الكثير من الأسئلة المحيرة التي لا إجابة لها عند العلم حتى الآن، و أيضا يبقى العلم في عجزه و عجز أدواته و عجز عقول أهله لا يستطيع أن يفسر لنا ما هو هذا الكون الذي يسبق السموات و الأرض و من أوجده و كيف أوجده، و ظهور العلم بهذا العجز الشديد بالرغم من كل ما يدعيه من التقدم و القدرة ليؤكد يقينا على صدق القرآن، و صدق بلاغ النبي الأمين عن الرب العلى إذ يقول {مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُداً }الكهف51.
و قبل أن أختم لابد من التأكيد علي نقطتين مهمتين جداً:
الأولي: من منظور أرباب أهل العلم الحديث نرى أن ما وصل إليه العلم حتى الآن غير كافي لتفسير آيات إيجاد السموات و الأرض، و أن نظرية الانفجار الكوني لازلت في حاجة إلى كثير من الإصلاحات و التعديلات حتى تصل إلى فهم قريب من الحقيقة، و تقترب في ألفاظها من الألفاظ الدقيقة للقرآن العظيم. و عليه فنظرية الإنفجار الكبير في ثوبها الحالي و العلم عند الله إلحادية أكثر منها إسلامية و ذلك للأسباب الآتية:
1. أنها تنسب الفعل إلى الطبيعة أو الصدفة و تهمل الفاعل الحقيقي و هو الله.
2. استخدام كلمة الانفجار التي توحي بالصدفية و العشوائية بدلا من كلمة (ففتقناهما) التي توحي بوجود فاعل قدير أوجد بعلم و قدرة و دقة و إحكام.
3. استخدام كلمة الذرة أو البيضة الكونية أو نقطة التفرد (Singularity) للدلالة على أن الكون نشأ من شيء لا يكاد يذكر و ذلك على العكس من كلمة (الرتق) التي توحي بوجود شيء عظيم هو أصل مادة و ذرات السموات السبع و ما أظللن و أصل الأراضين السبع و ما أقللن.
4. أنها تنفى وجود الزمان و المكان و المادة و الطاقة قبل حدوث الانفجار الكبير و معنى ذلك أنها تنفى وجود الله تعالى و تنفى أن يكون هناك ملك كبير لله خارج السموات و الأرض، و يدعى أو يظن بعض علماء الانفجار الكبير بأن كوننا مغلق لا شيء ورائه، و حتى الذين يظنون منهم أن كوننا مفتوح لا يقروا بأنه مفتوح على ملك الله الواسع.
الثانية: ينبغي أن نلتفت إلى أن كلمة عدم لم تستخدم في القرآن و السنة، و مع ذلك فقد أسرفنا في استخدامها في أغلب كتابتنا، فنقول الإنسان خلق من عدم و الصحيح انه خلق من طين، و بالمثل نقول السموات و الأرض خلقتا من عدم، مع أن الصحيح أن نقول أنهما خلقتا من الرتق، و أعتقد أن هذا القول واضح بنص الآية (كانتا رتقا ففتقناهما) أي وجدتا بالفتق من الرتق.
و ختاما لا أستطيع أن أقول عن إيجاد السماوات و الأرض إلا كما قال رب العالمين في كتابه الكريم {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}الأنعام101، و القائل أيضا {الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَّثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}فاطر1، و القائل أيضا {الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِم يَعْدِلُونَ}الأنعام1, و القائل أيضا (أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) 30 الأنبياء.
فمن أين جاءت كتلة الرتق؟ و هل هناك دليل شرعي على كيفية إيجادها؟ و ما هو تركيبها؟
هذا ما سوف نتناوله بالشرح بإذن الله عند إيضاح الفروق الدقيقة بين أسماء الله الخاصة بإيجاد السموات و الأرض و هي البديع و الخالق و فاطر، و ذلك في بحث خاص عن نشأة السموات و الأرض كنقطة لا تكاد تذكر في ملك الله الواسع، و عندما أقول نقطة فأنا لا أريد بذلك أن أشابه نظرية الانفجار الكبير، و لكن أقصد نقطة بالنسبة لملك الله، و لا مانع أبدا من أن تكون كتلة الرتق كبيرة في ذاتها إذا ما وجدنا النص الشرعي على ذلك و اثبت العلم ذلك بالدليل.
للتواصل مع الكاتب: د. محمود عبدالله إبراهيم نجا
(مدرس بكلية طب - جامعة المنصورة – مصر)
المشرف علي موقع آيات معجزات
http://e3jaz.way2allah.com/البريد الآليكتروني:
mnaga73@hotmail.comالمراجع :
1. القرآن الكريم
2. صحيح البخاري
3. صحيح مسلم
4. سنن الترمذي
5. سنن أبو داود
6. السلسلة الصحيحة للألباني
7. تفسير الطبري
8. تفسير القرطبي
9. تفسير فتح القدير
10. لسان العرب
11. تاج العروس
12. مختار الصحاح
13. مجموع الفتاوى (بن تيمية)
14. النشاط الجديد في الكوسمولوجيا (علم الكون):ا د. باتريك بيتر (Patrick peter)، مدير المعهد الوطني للأبحاث العلمية بفرنسا. من مجلة العلوم (الترجمة العربية لمجلة العلوم الأمريكية): عدد مايو- يونيو 2009 .
http://www.oloommagazine.com/Articles/ArticleDetails.aspx?ID=239615. من حقائق علم تأريخ الكون فى رحاب القرآن بين عبقرية المفسرين وآراء العلماء: الدكتور حسني حمدان الدسوقي (أستاذ علوم الأرض في جامعة المنصورة)
16. خلق الكون من العدم: رياض عيدروس عبد الله. من موقع جامعة الايمان
http://www.jameataleman.org/agas/orb/orb13.htm