شبكة منتديات الطريق إلى الله
خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا  829894
ادارة المنتدي خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا  103798
شبكة منتديات الطريق إلى الله
خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا  613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدي
سنتشرف بتسجيلك
شكرا خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا  829894
ادارة المنتدي خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا  103798
شبكة منتديات الطريق إلى الله
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شبكة منتديات الطريق إلى الله

المنتدى دعوى والدخول ونقل المحتويات متاح لكل مسلم
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولfacebooktwitter
Cool Red Outer
    Glow Pointer
أحبائنا اعضاء وزوار المنتدى الكرام نرجوا فتح الراوبط التالية لمعرفة شروط الإستخدام ۩۞۩ قوانــيــن عــــامـــــة ۩۞۩
نرجوا من إخواننا الأعضاء عدم إنشاء أى مواضيع سياسية بدون تأصيل شرعى لأن ذلك قد يعرض عضويتك للإيقاف
هذه دعوتنا : دعوة الى الهجرة إلى الله بتجريد التوحيد، والبراءة من الشرك والتنديد، والهجرة إلى رسوله صلى الله عليه وسلم بتجريد المتابعة له. دعوة إلى إظهار التوحيد، بإعلان أوثق عرى الإيمان، والصدع بملة الخليلين محمّد وإبراهيم عليهما السلام، وإظهار موالاة التوحيد وأهله، وإبداء البراءة من الشرك وأهله. دعوة إلى تحقيق التوحيد بجهاد الطواغيت كل الطواغيت باللسان والسنان، لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور المناهج والقوانين والأديان إلى عدل ونور الإسلام. دعوة إلى طلب العلم الشرعي من معينه الصافي، وكسر صنميّة علماء الحكومات، بنبذ تقليد الأحبار والرهبان الذين أفسدوا الدين، ولبّسوا على المسلمين... دعوة إلى البصيرة في الواقع، وإلى استبانة سبيل المجرمين، كل المجرمين على اختلاف مللهم ونحلهم {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}. دعوة إلى الإعداد الجاد على كافة الأصعدة للجهاد في سبيل الله، والسعي في قتال الطواغيت وأنصارهم واليهود وأحلافهم لتحرير المسلمين وديارهم من قيد أسرهم واحتلالهم. ودعوة إلى اللحاق بركب الطائفة الظاهرة القائمة بدين الله، الذين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله

أبحث على الأنترنت
تابعونا على مواقع أخرى


 

 خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
المدير العام
المدير العام
Admin


الدولة : خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا  Egypt10
ذكر
الابراج : الجدي
عدد المساهمات : 4723
مدى تفاعل العضو : 17545
تاريخ الميلاد : 19/01/1991
تاريخ التسجيل : 04/05/2013
العمر : 33
الموقع : https://islam4u.yoo7.com
الحالة الإجتماعية : خاطب

خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا  Empty
مُساهمةموضوع: خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا    خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا  Emptyالسبت يونيو 01, 2013 3:43 pm

<blockquote>الدكتور نظمي لوقا
مفكر مسيحي مصري
الزوجة
الواحدة أو الزوجات الكثيرات. هذا هو لباب ما يثور حول موضوع الزواج في
دين الاسلام فلا بد من وقفة هاهنا لنتبين الحقيقة في هذا. من المسلم به أن
الدين لا يقصد به مستوى من البشر دون مستوى، ولا عصراً من العصور دون
سائرها، ولا بيئة من البيئات بعينها. وإنما يراد به التشريع للكافة وتنظيم
حياة البشر من حيث هم كذلك، مع مراعاة فطرتهم السوية.. ولكن مع الاشارة الى
ما فوق ذلك من درجات السمو التي لا يبلغ اليها إلا الخاصة وأولو العزم من
الناس. وعلاقة المساكنة بين الذكر والأنثى هي أساس الأسرة، وهي تنبعث من
غريزة طبيعية ينظمها التشريع أو العرف الاجتماعي ما وسعه التنظيم، عسى أن
يضع حدوداً لتلك القوة الحيوية العارمة ترتفع بالانسان فوق مستوى البهيم
</blockquote>

<blockquote>
.
وما من شك أن نظام الزوجة الواحدة الدائمة نظام مثالي. ومن البديهي أيضاً
ألا يطيقه إلا المثاليون، وخاصة ذوي العزم، وما لهؤلاء فحسب جعلت هداية
الدين. ونظرة الى واقع الحياة البشرية في تاريخ مجتمعاتها الغابرة
والحاضرة، تطلعنا على تعدد النساء في حياة الرجل الواحد، سواء جهرا أو سرا، وسواء برخصة من القانون أو الدين، أو حتف القانون والعقيدة. وما من عاقل يفضل التعدد
بغير رخصة على التعدد برخصة، فإن أثر الشعور بالاثم والاختلاس على السلوك
البشري بعامة أثر خبيث يسمم حلاوته ويعكر صفاءه الذي لا تقوم السعادة
الروحية والنفسية بغيره. فضلاً عما في العلاقات المختلسة من أضرار بالمرأة
وإفساد لحياتها لا حلية فيه. ثم إن حياة البداوة والريف غير حياة الحضر.
ففي الريف والبادية يعز القوت أحياناً ولا سيما على المرأة. وقد يكون في
عدد النساء زيادة عن الرجال. فلا يصان عرض المرأة ولا تستقر معيشتها مادياً
ونفسياً إلا اذا صارت في كنف رجل. وعندئذ لا حيلة في التعدد، لأنه الحل
السليم الوحيد، أو هم أسلم أساس لجماعة هذه حقيقة ظروفها، والضرورات تبيح
المحظورات. هي رخصة إذن تستخدم بحقها، وعند حصول مسوغاته الطبيعية من أحوال
البيئة، أو من أحوال الأفراد.
وما القول في زوجة أقعدها المرض؟ وما
القول في الزوجة العقيم؟ وما القول في الزوجة الفاترة؟ وما القول في الزوجة
السقيمة الأعصاب؟ أطلاقها أرحم بها أم إردافها بزوجة أخرى؟ لا شك أن الأمر
واضح. هي رخصة إذن تستخدم بحقها. ولكنها ليست الزاماً، فهذه سورة النساء
تقول بصريح النص:
{فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة} بل وتقول أكثر من هذا: {ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم}
وفي هذا إيحاء، بل حض على التزوج بواحدة. وليس من الانصاف في شيء أن نقيس
هذا الحض بمقياس زماننا وآدابنا. بل بمقياس زمان الدعوة وآدابه، ففي تلك
البيئة الصحراوية الجاهلية كان التعدد مطلقاً من كل قيد.. ومن هذا نفهم سر
قول القرآن: {مثنى وثلاث ورباع} بلهجة من
يعدد للطامع ما هو مباح، بأسلوب يوحي بالتوسيع، وهو يرمي الى التضييق كل
التضييق.. ما أشبه هذا – في تصوري – بالأب الذي يقول لطفله الشره الى
الحلوى شرها لا يقف عند حد، أو لا يؤذن بقناعة دون العشرة والعشرين:
-
سنعطيك واحدة في الصباح، أو قل اثنتين. وثالثة في الظهر ورابعة في العصر.
أرأيت أني لم أبخل عليك؟ أما ما زاد عن ذلك فليس اليه سبيل!.
ثم تلا
ذلك الايحاء بالواحدة لا تزيد لمن خاف الظلم عند التعدد، وليس عن الظلم عند
تعدد محيص. أما في غير تلك البيئة وشبيهاتها من بيئات البشر كافة الذين
تتوجه اليهم الدعوة، فالمسألة أوضح، ولن تضيرهم رخصة التعدد
وهم على التوحد أو أقرب اليه طبعاً ونشأة، ولهذا قيل {يريد الله بكم اليسر
ولا يريد بكم العسر} ففي ميدان الفضل والتعفف سعة، وبه يتفاضل الناس بعضهم
فوق بعض درجات. ولا يتم النظر في موضوع الزواج، ما تعدد منه وما توحد، من
غير النظر في كيفية الزواج، أو نوع الصلة الزوجية. إنها ليست مسافدة
حيوانية بين ذكر وأنثى. على اطلاق بواعث الرغبة والاشتهاء الغريزي بين جنسي
النوع البشري. بل لغير هذا قامت كوابح الآداب وضوابط الشرائع والعقائد.
كلا! {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا اليها وجعل بينكم مودة ورحمة}.
هكذا جاء في سورة الروم. واني لأرى في قوله {من أنفسكم} لمسة تمس شغاف
القلب، وقد ذكر بما في الزواج من قربى تجعل الزوجة قطعة من النفس ثم أردف
ذلك بالسكن. وما أقرب السكن من سكينة النفس في هذا الباب لا مساكنة
الأجساد، بدليل ما أردف بذلك من المودة والرحمة.
مشاطرة نفس، وسكنها
وسكينتها، ومودة ورحمة، ما من شيء في هذه كلها من خصائص المتعة الشهوية
والرغبة الجنسية البحت. فإن الشهوة تأخذ، وتنال، وهي معتصمة بأنانيتها
وانعزالها عن الطرف الآخر، ولا تزيد بعد مأربها الا شعوراً بالعزلة والوحدة
الموحشة. وشتان هذا والمشاطرة، وسكن النفس، والمودة والرحمة. كل أولئك من
صفات الحنان: الحنان الذي يرحم ويؤثر، ومن صفات المحبة التي تعطى قبل أن
تأخذ، وتنيل قبل أن تنال، وتقيم مطمئنة لتزداد بالمساكنة غنى وأمناً
وأنساً.. وتلك عليا مناعم المعاشرة والانسانية، بما فيها من غلبة الروح على
نزوات الأجساد ودفعات الرغبة العمياء.. الزواج مطلب نفسي وروحي عند
الانسان، وليس مطلباً شهويا جسديا وإن كان له أساس جسدي. فما كان أحرى
الناس لو أن مطلب الجسد رائدهم ومبتغاهم ألا يعرفوا حدود الزواج وقيوده،
التي تفرض الالتزامات على كل حال، ثقلت تلك الالتزامات أو خفت، وتربط بين
الزوج وزوجه برباط هو قيد على كل حال، وفي خارج الزواج لا قيد لمن كل همه
متاع البدن وقضاء اللبانات الشهوية. ورب قائل: أما والزواج مطلب نفسي وروحي
عند الانسان وليس مطلباً شهوياً جسدياً وإن كان له أساس جسدي.. ففيم
التعدد إذن، وإن كان رخصة يهتبلها من شاء ويتنكبها متعففاً من شاء؟.. أما
كان التوحد هو سبيل ذلك السكن النفسي بمعنى الكلمة؟ والجواب ان هذا صحيح من
حيث المبدأ ولا مراء.. ولكن المبادئ قلما تعيش في دنيا البشر فتتيسر في
أمور هي أمس ما تكون بالحياة اليومية والحقائق المادية. وأزيد الأمر
وضوحاً:
أين هي الزوجة المثلى التي تملأ جوانب الرجل النفسية وتسكن
اليها نفسه سكناً كاملاً حتى لا يفتقد في كنفها لونا من السكينة والطمأنينة
كان يرجوه أو يشتاق اليه؟ قليل. أقل من القليل. وسل سليمان الحكيم، الذي
عرف ألوف النساء من جميع الأصناف والألوان، وقد اجتمع في خطابه من التجارب
الزوجية، والنسوية ما لم يجتمع لانسان، يقول لك:
"الزوجة الفضلى أثمن
من اللؤلؤ النفيس.. من ذا يجدها؟!". حتى أنت يا سليمان؟! فماذا يقول اذن
سواك من عباد الله الذين لم يؤتوا الملك العضوض والجاه العريض؟
ان من
وجد هذه اللؤلؤة بين النساء لن تهفو نفسه الى سواها، بل يتعلق بها تعلق
الطفل بصدر أمه لا يرضى به بديلاً ولا يروم عنه حولا... أما من لم يجدها،
ففي نفسه أشواق ظمأى، تتلفت صادفة تنشد ريها هنا وهناك. وهنا وهناك هذه
واقع نلمسه كل يوم، وكل ساعة، في رجال محصنين بالزواج، تصبو نفوسهم الى غير
زوجاتهم، في علاقات مختلسة، تسف بهم وبشريكاتهم الى درك الحيوان، أو درك
الخزي والتأثم المهدد لشعور الكرامة الذي هو خاصة الانسان بالاطلاق.. فراغ
ينشد الامتلاء، فالطبيعة تفزع من الفراغ وتأباه كما يقول الحكيم القديم..
ومن هنا يكون في رخصة التعدد ملاذ يكفي الناس شرين: أولهما شر التورط في
الآثام التي قد تشوه النفس مهما أرضت نوازع الاشواق الجسدية وثاني الشرين
تطليق الزوجة القديمة لتفسح للزوجة الجديدة مكانا في نظام التوحد وقد تكون
للزواج الأول ثمرات تذوق التشرد. وقد تكون الزوجة الأولى مثقلة بالسنين أو
العلة أو الأبناء أو عاطلة من الجمال، خالية اليد من مهنة، خالية الوفاض من
مال فتقوض حياتها، ولعلها كانت تؤثر البقاء في كنف زوجها على كل حال. وإني
أعرف من تجربتي الشخصية حالات كثيرة من هذا القبيل، سأذكر منها حالة جار
لنا في دمنهور منذ عشرين سنة كان متزوجاً من سيدة قضى معها ربع قرن لم
تشركها زوجة أخرى، وكان لهما ولد واحد تجاوز العشرين من عمره، ثم مات
فجأة.. وخيم الحزن على البيت.. وكان واضحاً أن الزوجة بلغت من اليأس منذ
زمن.. واذا بها تلح على زوجها أن تخطب له زوجة تنجب لها ولدا تقر به
أعينهما في خريف العمر! وخطبت الزوجة لزوجها. وأعرس في دارهما. وكانت
الزوجة الأولى من أبر الناس وأرفقهم بالزوجة الجديدة وكأنها ابنتها.. وكان
فرحها بالمولود البكر فرحاً جارفاً، فكأنما دبت الخضرة في عودها الجاف،
وعود زوجها الثاكل.. وأشهد أن هذا الطفل كان ألصق بصدر زوجة أبيه الكهلة من
صدر أمه الشابة. وأشهد أني أدركت من أحوال هذه الأسرة معنى ما حفلت به كتب
بني اسرائيل من ندب الزوجة العاقر جارية لها كي تحمل من زوجها وتلد لها
نسلا! وفي اعتقادي ان هذا الرأي المستمد من الواقع في تحديد ظروف التوحد
والتعدد هو أقرب ما يكون للتعليل الطبيعي. ولو نظرنا الى حياة الرسول نفسه
لوجدناه لم يشرك في فراشه أحداً مدة حياة خديجة، وقد طال زواجها ربع قرن
تقريباً، هو طور الفحولة في حياة الانسان، ما بين الخمسة والعشرين
والخمسين.. ولم تتعدد زوجاته الا بعد وفاتها. وليس هذا موضع الكلام في ظروف
زواجه باولئك الزوجات، بل حسبنا الاشارة الى أن خديجة كانت الزوجة المثلى
في حياة الرسول، ظل يشهد بذلك ويغار عليها الى ختام أيامه، ويؤكد لعائشة
الصغيرة البكر أن الله لم يبدله بخديجة خيراً منها قط؟ زوجة مثلى ملأت فراغ
النفس فسكنت اليها. ولما ذهبت تركت فراغاً هائلاً لم تستطع واحدة أن
تملأه. وأكاد أحس أن الكثيرات عجزن عن ملء هذا الفراغ الكبير على وجه
التمام.. وأيا كان التعدد بموجبات تلك الرخصة، فهو مشروط على كل حال
بالمودة والرحمة، فلا تحل فيه المغايظة والاضرار الاناني اللئيم... وبحسبي
أن أشير هنا الى ما يذهب اليه المعتزلة من تحريم زواج الرجل بثانية ما دامت
الأولى في عصمته لما في ذلك من المضارة للزوجة وهي سيئة لا يستحسنها
العقل. وهذا في اعتقادي من باب السمو الذي يحض القرآن عليه اذ أشار الى
الاكتفاء بواحدة خيفة الظلم الذي لا مناص منه في حال التعدد، ولكن الرخصة
واضحة، والحكمة منها قاطعة بأن التعدد غير محرم لمن عجز عن الخطة المثلى
وهي التوحد. رخصة مبذولة لمن لا مندوحة لهم عنها، والمرتقى فوق ذلك مفتوح
لمن استطاع وهو محمود. وها نحن نرى ظروف الناس تتقدم بهم يوماً بعد يوم نحو
سياسة التوحد في الزواج، مع ارتقاء العلم، وانفساح الفرص للزواج عن بينة
ودرس وتمحيص.
ولا بد في هذا المقام من التعرض لناموس الزواج أصلاً، بعد أن أشاعت المسيحية حوله جوا خاصاً، خلاصته أن العفة وأن الرهبانية هي
الأصل، ومن لم يستطع ذلك فليتزوج. فكان الزواج رخصة يرتخصها من لا مندوحة
له من ذلك والسلام. ولا شك أن هذا المفهوم مرتبط بفكرة الخطيئة الأولى،
واعتبار أن العلاقة الجنسية شر في ذاتها ولذاتها. وإن الجسد كله عورة بكل
رغائبه وطلبه للطيبات من الدنيا، فهذا الترهب، مع النسك، والصيام المسيحي
العزوف عن أطايب الادام، أدلة على الضيق بالبدن، وازدرائه، وصحبته على
مضاضة، والنظر الى مطالبه، والى زينة الدنيا جملة نظرة عداء وخصومة. البدن
شر لا بد منه، وكذلك الزواج. والخير كل الخير في محاربتها وعدم الانسياق
لهما والاخلاد اليهما. حياة لا طمأنينة فيها ولا قرار. وإنما هو الصراع
المستعر، والقلق المستمر، الذي تفسد به الدنيا، وتعيا به النفس. وقد كشف
لنا علم النفس الحديث عن العلل والآفات المخربة التي تسمم ينابيع الحياة
بسبب الشعور بالتأثم من الجسم وغرائزه النوعية. وما حال إنسان يمارس الحياة
حزيناً من كل نبضة سرور بها وكل خلجة استمتاع فيها وكل انتفاضة طبيعية
اليها؟ ان الاسلام لا يقاوم الحياة، بل يقر الفطرة البشرية على تقديسها،
وهيانة ينابيعها من الاكدار. ولا يفصل بين حياة الروح وحياة الجسد حيث لا
انفصال لهما في واقع الجبلة التي جبلها خالقها الحكيم الخبير. ان القرآن
يكرر فضل الخالق وحكمته السامية في ابداع الجنسين وكيف ان هذه سنة الله في
خلقه كافة في جميع مراتب الحياة. والرسول يؤكد ان الزواج نصف الدين. وأي
تعبير أقرب الى فطرة الحياة، ويرفع عن تلك الصلة كل شبهة في خزي أو هبوط
معيب، مما ورد في سورة البقرة، بذلك التعبير اللطيف الرقيق اللبق: {هن لباس لكم وأنتم لباس لهن}. أو كما ورد في سورة النساء في باب تعظيم ما يكون بالزواج من ميثاق وعقد وعهد له حرمة ترعى:
{...
وقد أفضى بعضكم الى بعض وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً...} بل ان الكراهة أمر
لا يسوّغ البدار الى فصم العروة الوثقى، كما جاء في سورة النساء أيضاً:
{... وعاشروهن بالمعروف.. فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله في خيراً كثيراً..}. ان الاساس في ذلك العقد أنه لا ضرر ولا ضرار {فإمساك أو تسريح بإحسان}.
كما جاء في سورة البقرة.. وإن ذلك لمسبار الخلق الكريم الذي يترفع في سمت
الفروسية عن الافتئات الذميم والجور اللئيم. حتى ان الرسول قال في خطبة
الوداع: "واستوصوا بالنساء خيراً فانهن عوان لا يملكن لأنفسهن شيئاً، وإنكم إنما أخذتموهن بأمانة الله".
ان الرجل يمسك المرأة ويقوم على أمرها في كنفه، فهي تحت رحمته، ومن ثم
وجبت عليه الرحمة بها ولم يجز له الاستبداد بأمرها. إنها أمانة في يده
وعنقه. وليس بعد أمانة الله محرجة لمن ألقى السمع وهو شهيد! استجابة للحياة
في طلاقة وبراءة من التأثم. وتقديس لدوافعها وورود طلق لينابيعها، مع
الحفاظ عليها من أكدار البهيمية المسفة. بذلك يسعد المرء من بني الانسان،
وتترقرق في نفسه نضارة الثقة وافراح الحياة. ولا يجد حرجاً بين ربه ونفسه،
وربه قد خلقه على تلك الفطرة، ولو شاء لجعله ملكاً لا بدن له ولا شهوة. كان
لا بد من اصلاح ما بين الانسان وبين نفسه التي بين جنبيه بعقيدة موفقة بين
الدين والدنيا. وقد نهض بهذا الاسلام، وكانت سنته في الزواج كفاء خطته في
جوانب الهداية البشرية الفطرية، لتحرير البشر من الذعر، والخزي وعقيدة
الاثم الشوهاء التي كبلته ولم تزل تكبل الكثيرين عن انطلاقة الحياة وسواء
الفطرة.
الدكتور نظمي لوقا - مفكر مسيحي قبطي
"من كتاب محمد" الرسالة والرسول: ص 67
مصدرنا / كتاب المرأة بين الفقه والقانون للدكتور مصطفي السباعي
مقالات مشابهة
خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا  Arrow تعدد الزوجات
خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا  Arrow التعدد
خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا  Arrow تعدد زوجات النَّبِـي هل تدل على الشهوانية
خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا  Arrow تعدد الزوحات لماذا ترعب الكنيسة
خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا  Arrow تعدد الزوجات : ردا على الفرقان الأمريكي
خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا  Arrow الفرقان الحق وانتقاد تعدد الزوجات</blockquote>
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://islam4u.yoo7.com
 
خواطر مفكر مسيحي حول التعدد - الدكتور نظمي لوقا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أسئلة مهمة لكل مسيحي
» التعدد نعمة وليس نقمة
» رأى نبيل لوقا بباوي حول إنتشار الإسلام
» خواطر بيـن يـدي الخطيـب
» قصه الدكتور ملير

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة منتديات الطريق إلى الله :: الرد على الشبهات المثارة حول الإسلام
-
انتقل الى: